السرقة Robbing
السرقة هي مهاجمة النحل لخلية غير خليته بقصد سرقة ما بها من عسل، وتحدث هذه الحالة ما دامت الفرصة تسمح بحدوثها خاصة في الأوقات التي يقل فيها الرحيق وغالباً ما يقوم نحل المستعمرات القوية بسرقة عسل المستعمرات الضعيفة، وتعود أسباب السرقة إلي:
– بعض سلالات النحل أكثر ميلاً للسرقة من غيرها، فسلالة النحل الإيطالي أكثر ميلاً للسرقة من سلالة النحل الكرنيولي، وعموماً نجد أن السلالات الصفراء أكثر ميلاً للسرقة من السلالات السنجابية والسوداء
– نقص الغذاء في الخلية ونضوب الرحيق في الحقول وجوع النحل
– عدم توازن قوي المستعمرات بالنحل مما يسبب هجوم نحل المستعمرات القوية على المستعمرات الضعيفة.
– عدم إحكام وضع الأدوار فوق بعضها أو عدم إحكام وضع الغطاء الخارجي بعد الفحص أو وجود شقوق في خشب الخلية، مما يشجع النحل السارق على الدخول من هذه الشقوق.
– الفحص البطيء للمستعمرات مما يعرضها لشم النحل السارق لما فيها من غذاء، الأمر الذي يدفع النحل السارق لاستدعاء نحل مستعمرته لسرقة عسل هذه المستعمرة.
– عدم إتباع الاحتياطات الكافية أثناء التغذية على المحاليل السكرية
– إضافة أقراص شمعية إلى المستعمرات في أوائل موسم الفيض وبها بعض العسل مما قد يؤدي إلى تشجيع السرقة مما يلزم معه تنظيف الأقراص من العسل قبل تخزينها بعد انتهاء موسم حصاد العسل.
- أنواع السرقة:
– النوع الأول الذي يشغل انتباه مربي النحل وجهده لمتعه قبل حدوث أضرار بالغة قد تؤدي إلى موت عدد كبير من النحل.
– النوع الثاني الذي قدما ينتبه له مربي النحل ويطلق عليه اسم Progressive robbing وفي هذا النوع يدخل عدد قليل من النحل إلى الخلية المعرضة للسرقة ويملأ معدته بالعسل ويعود إلى مستعمرته دون أن تظهر علامات خطيرة للسرقة.
- مواصفات النحل السارق:
– يطير النحل السارق أمام بابا الخلية وأرجله ممتدة للأمام محاولاً اقتحام الخلية فيشتبك مع النحل الذي يقوم بالحراسة مما يؤدي إلى ظهور عدد من الضحايا على لوحة الطيران.
– عند خروج النحل السارق من الخلية محملاً بالعسل نجده يطير بتثاقل ولا يطير في خط مستقيم كما في حالة سروحة الطبيعي
– بزيادة عدد النحل السارق تزداد نسبة الحشرات الميتة
– يبدو النحل السارق على هيئة كتله متعلقة بالغطاء الخارجي للخلية محاولاً الدخول إلى الخلية.
– يميل النحل السارق إلى اللدغ بشدة عندما يستنفذ ما سرقة من غذاء
– قد تحدث السرقة بين مستعمرات في المنحل الواحد، وقد تحدث بين مستعمرات في مناحل متجاورة، الأمر الذي ينجم عنه هلاك عدد كبير من المستعمرات
– وجود فتات من الشمع نتيجة قرض النحل السارق لأغطية العيون العسلية أثناء السرقة
– سماع طنين مزعج مميز
- الوقاية من حدوث السرقة:
– إجراء التغذية قرب الغروب ذلك أن بداية حلول الظلام يمنع خروج النحل وبالتالي يمنع النحل السارق من البحث عن الغذاء في الخلايا الأخرى
– تغذية جميع المستعمرات في المنحل، وأن تكون الغذايات سليمة غير مثقوبة
– تغذية الطوائف القوية ثم الطوائف الضعيفة عند توافر العدد الكافي من الغذايات والكمية الكافية من السكر وذلك بكمية تتناسب مع قوة الخلية
– إجراء التغذية بسرعة كافية لمنع النحل السارق من الشعور بها.
– تربية سلالات غير ميالة للسرقة
– عدم ترك الأقراص مكشوفة خارج الخلايا أثناء الفحص
– عدم فحص المستعمرات المتجاورة بالترتيب في أوقات احتمال حدوث السرقة
– إحكام وضع أجزاء الخلية مثل الغطاء الخارجي والصناديق فوق بعضها خاصة بعد الفحص
- إيقاف السرقة
– تضييق فتحة مدخل الخلية أو قفله
– مسح الأجزاء القريبة من المدخل ولوحة الطيران في الخلية التي حدثت بها السرقة بقطعة من القماش مبللة بالكيروسين
– وضع لوح عريض من الخشب مائل على مقدم الخلية مغطياً المدخل من أعلي لتظليل النحل السارق
– رش رذاذ من الماء أو من محلول ملحي مخفف على النحل أمام مدخل الخلية وعلى النحل السارح حتى يبتل جسمه بالماء ويشغله عن السرقة ويدفعه للهرب
– ما لم تكن الدفاعات السابقة مجدية في منع السرقة يمكن كحل أخير نقل الخلية بعد قفلها تماماً، وتغطيتها بالخيش حتى لا يتبعها النحل السارق وذلك إلى مكان آخر بالمنحل ووضع خلية فارغة بداخلها إناء به محلول سكري وبعد الانتهاء من لعقه من قبل النحل السارق سنجد أن النحل قد قل ميله للسرقة وعندئذ يفتح الخلية المنقولة بالتدريج في اليوم التالي بعد سد فتحتها بالحشائش الخضراء ليتعود النحل المكان الجديد
النحل يرقص
حدثنا القرآن الكريم عن أمم من المخلوقات منها : الحشرات والحيوانات، منها سكان البر وسكان البحر، منها من يمشي ومن يطير منها من يقفز ومن يزحف، إنها أمم مثلنا ولكل منها لغة خاصة بها، ومن تلك المخلوقات التي تمكن البشر من التعرف على لغاتها تلك الحشرة التي نتحدث عنها في هذا الكتاب لقد وجد العلماء أن النحل تتبع لغة خاصة يتحدث بها أو بدقة أكثر يتواصل بها بين أفراده وقد وجد العلماء أن النحل قادر على اكتشاف أربعة ألوان هي الأصفر – الأخضر المزرق – الأزرق – الأشعة فوق البنفسجية، في حين أن النحل لا يبصر اللون الأحمر، ويعتقد البعض أن أعين النحل لها القدرة على رؤية الضوء المستقطب Polarized Light وهي القدرة التي تساعدها على توجيه نفسها في أي اتجاه كما أن للنحل القدرة على تمييز الطعم الحلو من الطعم المر والمالح.
هناك نوعان من وسائل الاتصال بين الشغالة يعرفا باسم الرقص، وهما الرقص الدائري Round dance والرقص الاهتزازي Wag – tail dance وقد نجد أن نوع الرقص يتعلق أساساً ببعد المصدر الغذاء من الخلية، فعلي مسافة تصل إلى 50 متراً نجد أن الرقص الدائري هو السائد وفيه تتحرك الشغالة حول نفسها وتغير غالباً الاتجاه يميناً ويساراً.
بينما لو كان مصدر الغذاء يقع بين 50- 100 متر أو أكثر فالرقص الاهتزازي يكون هو السائد وتحدد المسافة في هذه الحالة بعدد اللفات التي تؤديها الشغالة في وقت محدد قدرة البعض بحوالي 15 ثانية وأن عدد اللفات يتناسب عكسياً مع بعد مصدر الرحيق فعدد هذه اللفات يصل إلى 9-10 لفات / 15 ثانية، عندما يكون مصدر الغذاء على بعد 100متر ويكون عدد اللفات 7 لفات عندما تكون المسافة 200 متر ويكون عدد اللفات حوالي 4 لفات، عندما يكون مصدر الغذاء على بعد كيلومتر واحد، وقد يكون هناك بعض الاختلافات نتيجة التأثير ببعض العوامل كالرياح وقوتها وعمر الشغالة.
لكي تؤدي الشغالة الرقصة الاهتزازية فإنها تسير في خط مستقيم لمسافة قصيرة وتتحرك بطنها حركة سريعة من جانب لآخر، ثم تتحرك في نصف دائرة إلى اليسار ثم في خط مستقيم ثانية ثم في نصف دائرة إلي اليمين وهكذا…….
لتحديد اتجاه مصدر الغذاء وجد أن الرقص الدائري يشير إلى أن مصدر الغذاء قريب وحول الخلية، ويمكن للنحل اكتشافه عند الطيران وخروجه من الخلية أما في حالة كونه بعيداً فقط وجد أن اتجاه الغذاء يتحدد عن طريق الحركة الرأسية للشغالة أثناء الرقص الاهتزازي بالنسبة لخط الجاذبية الذي يمثله خط وهمي بين الخلية والشمس.
تقوم الشغالة بالرقص على الأقراص الشمعية داخل الخلية بحيث أنه لو كان اتجاه رأس الشغالة في الحركة المستقيمة إلى أعلي فإنه يشير إلى أن مصدر الغذاء في نفس اتجاه الشمس وإذا كانت رأسها مائلة بزاوية ما على يسار الخط الرأسي فمعني هذا أن مصدر الغذاء يقع على يسار الشمس بنفس الزاوية وأيضا إذا كانت رأسها مائلة بزاوية على يمين الخط الرأسي فإن مصدر الغذاء يقع على يمين الشمس بنفس مقدار الزاوية إذا كان اتجاه الرأس لأسفل فهذا يعني أن مصدر الغذاء في الجهة المقابلة من الشمس.
أما إذا كان وضع الفرص الشمعي أفقياَ فإن اتجاه مصدر الغذاء يحدده اتجاه الحركة الرأسية للرقص وتنتبه الشغالة لمقدار الزاوية التي تصنعها الشغالة الراقصة بحيث تتجه إلى مكان الغذاء مستعينة بالشمس في طيرانها.
ثبتت قدرة النحل على اكتشاف وجود الشمس بالرغم من وجود السحب ويرجع ذلك إلى حساسية الأعين المركبة للنحل بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية التي تخترق السحب من الشمس لهذا فالنحل قادر على الرقص تحديداً لمصادر الغذاء في غياب الشمس.
لا يقتصر الرقص على النوعين الدائري والاهتزازي والمتعلقين بمصدر الغذاء فقط ذلك أن البعض يري أن أنوعاً أخري من الرقص يقوم بها النحل معبراً عن وجود مبيدات في نوع من الرقص سمي Alarm dance محذرا النحل بالابتعاد عن مكان المبيدات وتتعدد أنواع الرقص وبما يعدد متطلبات النحل.
حراسة الخلية Guarding
حراسة الخلية من الأنشطة الهامة التي تخصص المستعمرة لها بعض الأفراد من الشغالات لحراسة مدخلها ومنع دخول أي نوع من الحشرات الغريبة داخل الخلية ولا يتقيد النحل الحارس بسن معين فأحياناً نجد النحل السارح يقضي الفترات التي تتخلل رحلاته في الحقل في حراسة الخلية، كما أن بعض النحل الصغير الذي لم يصل إلى سن العمل يقوم بمهمة الحراسة غالباً ما يترك النحل كبير السن مهمة الحراسة للنحل الشباب ويتفرغ هو للعمل في الحقل.
لاحظ الباحثون أنه أثناء موسم الفيض قد تتمكن أي شغالة غريبة محملة بالغذاء من دخول الخلية بهدوء دون أن تواجه أي اعتراض من النحل الحارس أما عندما يقل الرحيق فإن الشغالة الحارسة تفحص النحل الداخل لتتأكد من عدم وجود شغالة سارقة ويمكنها التعرف عليها عن طريق رائحتها وطريقة الطيران، وفي هذه الحالة تهاجمها عدة شغالات حارسة وتقتلها
تتميز الشغالة الحارسة بمظهر خاص، فهي تقف عند مدخل الخلية على أربعة أرجل فقط، بينما ترفع أرجلها الأمامية عن الأرض، وقرون استشعارها ممتدة للأمام وفكوكها العليا مقفلة، وعندما تستعد لمهاجمة عدوها تفتح فكوكها العلوية وتفرد أجنحتها وعادة تفحص الشغالة الحارسة التي تحاول دخول الخلية لعدة ثوان، فتقترب منها وتلامس قرون الاستشعار جسمها لتتعرف على الشغالة الغربية من رائحتها وعندما تنجح الشغالة الحارسة في إمساك الشغالة الغربية الدخيلة تدور بينهما معركة يتجمع على أثرها النحل الحارس الآخر لتموت الشغالة الدخيلة في النهاية.
Leave a Comment