الشغالات (النحل العامل) WORKER BEES
الشغالات أو النحل العامل، هي إناث ناقصة طورت بشكل أمومي، مزودة الحياة داخل المستعمرة بكل الأنظمة المساندة لبقاء المستعمرةفي أفضل أحوالها، وهيفي وجود الملكة المطورة جنسياً التي تعتبر أيضاً أنثى غير كاملة، تشكل الشغالات نظامًا أنثويًا كاملًا يعمل على زيادة التغذية داخل المستعمرة.
تتخلق شغالات نحل العسل من بيض مخصب خلال 21 يوم (مقارنة بــ 16 يومًا للملكة). أعضاؤها الجنسية غير كاملة التطور كنتيجة لسيطرة الحمية الغذائية المنقادة بالنقص الهرموني. لكنفي بعض الأحيان تتطور مبايض بعض الشغالات وظيفياً، وتقوم بوضع بيض غير مخصب ينمو متحولاً إلى
ذكور (يعاسيب) drones. علاوة على ذلك، تشير التقارير إلى أن شغالات نحل العسلفي المستعمرات التي تغيبفيها الملكة يمكنها أن تنتج ذرية من الاناث من بيض ثنائي العدد الصبغي diploid عن طريق التوالد العذري parthenogenesis (الولادة بدون زواج). تحدث هذه الظاهرةفي سلالة واحدة من النحل بشكل متكرر.
تعتبر الشغالات، القوة العاملةفي المستعمرة، فهي تؤدى أعمالاً متخصصة وتتنوع هذه الأعمال استناداً إلى عمرها. ففي بداية سنوات البلوغ تنشغل الشغالات في أداء أعمال المستعمرة، مثل رعاية الحضنة، بناء أقراص الشمع، الدفاع عن الخلية، وفي نهاية حياتهن يتحولن إلى جمع الغذاء.
وعلى عكس الرأي السائد، نجد أن الشغالات كسولات، عاطلات عن العمل بشكل متكرر، وأن النحل الباحث عن الغذاء شديد الانتهازية opportunistic، قد يبدو هذا الكلام غير معقول لما ساد قديماً عن نشاط النحل، لكن الدراسات الحديثة تثبت عكس الرأي السائد وتؤكد ما ذكرته عن كسل وانتهازية النحل.
إن نحل الخلية يقضى معظم وقته بشكل غير منتج، ويفضل النحل جامع الغذاء، الرحيق ومصادر حبوب اللقاح سهلة المنال، ذلك على الرغم من ان تقسيم العمل يتم بشكل منصف وفقاً لعمر الشغالة. وقد بينت الأبحاث أن عشيرة الشغالات غير متزنة التركيب العمري تنتج من بعض الأحداث الكارثية، مما يؤدى إلى تكيف نحلات بشكل فردى لتؤدي واجبات غير متناسبة مع طبيعتها العمرية. وقد بدى واضحاً أن النحل الذي يحور سلوكه يؤدى العمل بشكل أقل كفاءة من النحل الذي مر بمراحل التطور الطبيعية. وعلى الرغم من أن الفرمونات التي تنتجها الملكة
ضرورية للحفاظ على سلامة ووحدة الخلية، إلا أن شغالات النحل تسيطر على مصير المستعمرة من خلال نشاطهن المتمثلفي الحكم على، “أين وكيف وكم ” تضع الملكة من البيض، واستبدال الملكات المعيبة، أو ضمان إنتاج الذكور.
تعيش الشغالة من 4 – 6 أشهرفي الشتاء، وتعيشفي الربيع والصيف من 28 – 35 يومًا. يستطيع النحل جامع الغذاء أن يميز بمفرده بين مصادر الرحيق بسهولة، وعادة ما يحتفظ بدرجة عالية من الوفاء لمصدر منفرد من الرحيق. تختلف مصادر الغذاءفي اللون والشكل والرائحة والمذاق، وهيفي الغالب فروق دقيقة يتم التعامل معها من خلال مجموعة الشغالات المتعاونة معاً لتحديد المواصفات القياسية للرحيق، ذلك أن النحل لديه احساس رائع بالاتجاهات والوقت، حيث تسمح قوة النحل الميقاتية chronometric powers بتحديد موعد خروج النحل من الخلية كل يوم وتحديد أنواع النباتات التي يمكنها استخلاص الرحيق أو حبوب اللقاح منها. كما أن للنحل ذاكرة رحيقية رائعة تمكنه من خلال زيارة واحدة لمصدر الرحيق أن يعود له بعد 6 أيام، ولو زار النحل مصدر الرحيق ثلاث مرات لأمكنه العودة له بعد أسبوعين.
يخرج النحل لجمع الغذاءفي درجة حرارة ما بين 16 ْم – 43 ْم، فنحل العسل لا يستجيب للضوء photonegative عند درجة حرارة أقل من 16 ْم، كما أن أغلب النباتات لا تفرز الرحيق عند درجة حرارة أقل من 15.5 ْم.
إن عين نحل العسل قادرة على التكيف لملاحظة الحركات السريعة، وهو الأمر الذي يمكنها من التعرف على الأجسام المختلفة أثناء الطيران،فيمكنه التعرف على الأجسام السليمة والمكسورة، والأشكال المعقدة، والأزهار الملونة فوق خلفية خضراء.
Leave a Comment