– العسل مضاد للأكسدة

تحتوي أنواع العسل الرحيقي مستويات عإلىة نسبيًا من المركبات الكيميائية النباتية ذات الخاصية المضادة للأكسدة لأن العسل يحتوي على بعضًا من مضادات الأكسدة التي ينتجها المصدر الزهري.

تولد جميع الكائنات الحية مركبات أو أوكسجين ناشطة تدعى أيضًا الجذور الحرة، وهي ناتج فرعي عن التمثيل الغذائي لا يمكن تجنبه، وتحتاج النباتات إلى مضادات أكسدة مثلما يحتاجها الإنسان، لتتحكم بالجذور الحرة، وإلا عملت على تخريب الأنسجة. ويعتبر التهاب المفاصل التفسخي مؤشر إلى ما يمكن أن يحدث لنا عندما لا نتحكم بالجذور الحرة.

من جهة أخرى ينتج عن ردات فعل جهاز المناعة جذور حرة، لأن الكميات المحدودة من الأوكسجين النشط له فعإلىة في القضاء على البكتيريا وتنظيف الأنسجة من المواد السامة، كما تتولد الجذور الحرة كردة فعل فورية على الصدمات، مثل: حوادث السيارات والجروح والسقطات وإصابات الألعاب الرياضية، وكسور العظام. ومن تأثيراتها أيضًا تحفيز الأنزيمات المرتبطة بالتحكم في إصابات الأنسجة، وتنظيفها وإعادتها إلى العمل.

تتسبب الجذور الحرة بالتهاب الجروح الحاد وارتفاع حرارة الموضع وتورمه (تكون حادة ولكن لمدة محدودة). بالطبع، هذه العوارض مؤلمة ولكنها مفيدة أيضًا لأنها تحرك عملية الشفاء.

في حالات الالتهاب المزمنة مثل التهاب المفاصل والربو والقرحة والتهاب الأربطة، يستمر الالتهاب متخطيًا ما هو مفيد بالكامل. ولسبب ما لا تتوقف أجسامنا عن الاستمرار بما تقوم به. وتتميز الالتهابات المزمنة بوجود فائض من الجذور الحرة التي تثير الأنسجة وتعرقل الشفاء بدلًا من المساعدة به.

تعمل مضادات الأكسدة مثل “الأصاحي” الكيميائية. فهي تتفاعل بسرعة أكثر وجاهرية أكبر من الجذور الحرة التي تنتجها خلايا الجسم. ويتعطل مفعول الجذور الحرة حالما تتفاعل مع مضادات الأكسدة المضحى بها. بحيث ينتفي ضررها. لحسن الحظ، يعمل الكثير من مضادات الأكسدة النباتية بهذه الطريقة في أجسامنا. ونحن محصل على وقاية مضادة للأكسدة من تناول الفاكهة والخضار والأعشاب- وأيضًا بتناول العسل بدلًا عن السكر المكرر.

درست فعالة مضادات الأكسدة الموجودة في 19 عينة من أعسال تجارية كل منها ذو مصدر زهري واحد. ووجد أن عسل الحنطة السوداء يحتوي أكبر قدر من مضادات الأكسدة يليه عسل الطلح، ويحتوي عسل الحبق أقل قدر، وأتى عسل التوبيلو وعسل السدر وعسل توت الميلاد وعسل زهرة الشمس وعسل حبة البركة في أعلى قائمة أنواع العسل التي تحتوي أعلى مستوى من مضادات الأكسدة، ووجد أن عسل الحنطة السوداء تفوق كثيرًا على الأنواع العسل الذي تلته في القائمة. ووجد أن مستوى مضادات الأكسدة فيه يفوق عشرين ضعفًا مستواها في عسل الحبق.

تمت دراسة عسل الحنطة السوداء على البشر، وتبين أنه يزيد فعإلىة مضادات الأكسدة في مجرى الدم. في هذه الدراسة، أعطى 25 رجلًا خمسة أنواع من المشروبات- الماء أو الشاي الأسود، الشاي الأسود مع عسل الحنطة السوداء أو الشاي الأسود مع سيروب سكري (محلول أو مشروب سكري) أو الماء و 80 جرام من الحنطة السوداء. رغم أن الشاي الأسود غني بمضادات الأكسدة (الفينوليك). لم يرفع الشاي مع العسل أو بدونه مستوى الفعإلىة المضادة للأكسدة- (أنجز العسل ذلك مع الماء فقط). واستنتج أنه يمكن امتصاص مركبات الفينول المضادة للأكسدة الموجودة في عسل الحنطة السوداء بأسهل مما يمكن امتصاصها من الشاي.

كما بينت أربع دراسات متتابعة بأن محتوى مضادات الأكسدة هي أعلى أنواع العسل الداكنة اللون أما أنواع العسل الشفافة الخفيفة الشائعة مثل عسل الصويا، وعسل البرتقال وعسل النفل وعسل المسكيت الأميركي فلا تحتوي على مستوى من مضادات الأكسدة يعول عليه. في المقابل نجد أن لون عسل التوبيلو وعسل ألكينا وعسل الحنطة السوداء بني داكن وغير شفاف.

المركبات النباتية الرئيسة الموجودة في العسل تماثل تلك التي وجدت من قبل في الفاكهة والخضار والأعشاب. الأعسال الداكنة هي داكنة لأنها تحتوي على تركيزات أعلى من مركبات الفينول التي تضفي اللون العنبري الداكن أو البني هذه المستويات العإلىة من الفينولات هي المسؤولة عن زيادة الفعإلىة المضادة للأكسدة. كما أن حمض الأسكوربيك (الفيتامين C) وغيره من الأحماض العضوية مثل: المإلىك والجلوكونيك والسيناميك الموجود في العسل تعتبر مضادات للأكسدة هامة.

الفلافونات الرئيسة المضادة للأكسدة الموجودة في كل أنواع العسل المنتجة في المناطق المعتدلة هي بينوبانكسين، كريسين، وجلانجين.

وتحتوي أعسال مثل عسل توت الميلاد من هاواي وعسل النيم من الهند فلافونات وفينوليك مضادة للأكسدة مختلفة لأن مصادرها النباتية استوائية

تختلف تركيبة أنواع العسل المنتجة في النصف الجنوبي من الأرض مثل: أعسال ألكينا الأسترإلىة (ريد غام، يلو بوكس، مإلى، إلخ) عن المنتجة في النصف الشمإلى، لأن النحل في هذا الجزء من العالم يرعى على نباتات مختلفة جدًا عن تلك الموجودة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمإلىة، ولكن لا يؤثر ذلك على قدرة النحل في إنتاج العسل والتكاثر.

بالمقارنة مع محلول سكري بذات التركيز واللزوجة، تمتد صلاحية العسل إلى مدة طويلة جدًا، أحد الأسباب لذلك وجود مضادات الأكسدة الطبيعية والزيوت العطرية التي تعمل كمادة حافظة وبهذا يعتبر العسل حافظًا طبيعيًا آمنًا للأطعمة مثل: النقانق واللحوم المفرومة وغيرها.

وقد وجد أن مزج 5% من العسل بالوزن مع لحوم دواجن أو لحوم حمراء مطبوخة كان أكثر فعإلىة في منع تأكسد دهن اللحوم في الثلاجة من مضادات الأكسدة المستعملة في الطعام (BHT) والفيتامين E.

تأكسد الدهون هو ما يجعل الطعام زنخ وفاسد. كما أن تغميس الفاكهة الطازجة المقطعة مثل: التفاح أو الكمثرى في العسل يؤخر اسودادها بفعل التأكسد الأنزيمي، ويعتبر كل من عسل الحنطة السوداء وعسل الصويا وعسل التوبيلو أفضل أنواع العسل لحفظ الأطعمة.