* العسل والجراثيم:
قديما اعتقد بعض الناس أن العسل كاللبن ناقل للأمراض، وظل هذا الاعتقاد سائداً عندهم حتى جاء (د.ف.ج ساكيت) وهو من المشتغلين بعلم الجراثيم بجامعة (كلورادو) الأمريكية وأراد أن يثبت بطلان هذا الاعتقاد، فزرع جراثيم مختلف الأمراض على العسل الصافي وأخذ ينتظر النتيجة لقد كانت النتيجة مذهلة، فلقد ماتت هذه الجراثيم جميعاً وقضي عليها ساعات حيث مات ميكروب التيفويد بعد 48 ساعة ومات ميكروب الباراتيفويد المسبب لحمى الأمعاء بعد 24 ساعة ومات نوع آخر من الميكروبات يوجد فى البراز وفى ماء الشرب بعد خمس ساعات، وماتت جراثيم الالتهاب الرئوي فى اليوم الرابع، أما جراثيم الدوسنتاريا فقد قضي عليها بعد 10 ساعات.
وقبل تجارب (د. ساكيت) عرف العرب حقيقة أن العسل قاتل للجراثيم، ولا يمكن أن تعيش فيه، ولذلك أطلقوا عليه اسم (الحافظ الأمين).
فالعسل لا يمكن أن يطرأ عليه أي تغير أو فساد إذا ما حفظ بطريقة صحيحة كما ذكرنا. ولقد كان المصريون القدماء أول من عرف قدرة العسل على قتل الجراثيم لذلك استخدموه فى التحنيط وحفظ الجثث من التعفن.
وفى القرن الثاني عشر الميلادي وجد الرحالة والطبيب العربي الشهير موفق الدين عبد اللطيف البغدادي فى أحد أهرامات الجيزة جثة طفل مغمورة بالعسل وذلك منعاً لفسادها أثناء رحلتها الطويلة.
وهذا ما حدث أيضا لجثث كثيرة، كجثة ملك سبارته وأرسطو بيل وغيرها، كما أن ملك اليونان والرومان كانوا يستعملون العسل لحفظ اللحوم الطازجة، إذ هكذا يحتفظ اللحم بكل خصائصه الطازجة.
ما هو السر وراء هذه الخاصية الفريدة التي ينفرد بها العسل؟
يقول فريق من العلماء إن ذلك يرجع إلى أن العسل له خاصية غريبة وقوة واضحة فى امتصاص الرطوبة من أي شيء يتصل به فعندما توضع البكتيريا فى العسل، يمتص منها الرطوبة اللازمه لحياتها فتموت.
ويري آخر أن ذلك راجع إلى تركيز السكر فى العسل بنسبة عالية بينما يذهب فريق ثالث من العلماء إلى أن الأحماض العضوية الموجودة فى العسل هي السر وراء ذلك.
ولقد أجري العالمان: (ميلا نبليكا وموريس) عدة تجارب أثبتا فيها أن العسل يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم تفرزها النحلة الشغالة.
ويلاحظ أن العسل يفقد هذه الخاصية إذا أسيء حفظه وتخزينه كما أن هذه الخاصية تتأثر كثيراً بالضوء والحرارة.
Leave a Comment