حلم الفاروا Varroa mites

اكتشفت هذا المرض لأول مرة في الهند  على نحل العسل الهندي Apis indica من قبل العالم Edward Jacobson في عام 1904، وكان أو تقرير عن وجود إصابة بحلم الفاروا ، في ولاية Kentucky في منطقة Bluegrass، إحدى مناطق الـــــ Commonwealth في عام 1991 وتلا ذلك ما يشير إلى وجود هذه الحشرة في مناطق مختلفة من العالم وفي مقدمتها ولاية فلوريدا التي يعتقد أن الإصابة بهذه الحشرة كانت موجودة بها منذ عام 1980. حلم الفاروا الموضح بالصورة يسمى الــــ Varroa jacobsoni، وهو أحد أهم وأخطر الحشرات التي تصيب نحل العسل، وهو حشرة متطفلة تهاجم كلا من الحضنة والحشرات البالغة وإن كانت تفضل حضنة الذكور. تقوم بامتصاص الدم من كل من: الحشرات البالغة والحضنة النامية، الأمر الذي يسبب قصر حياتها، كما يؤدي إلى جعل اليرقات تخرج مشوهة عديمة السيقان والأجنحة. إن عدم معالجة المستعمرات المصابة بحلم الفاروا يؤدي إلى زيادة عدد المستعمرات الهالكة. وقد يختلط أمر المستعمرات الهالكة من جراء الإصابة بحلم الفاروا مع ما يتعرض له النحل من هلاك يسبب الموت الشتوي أو غياب الملكة في المستعمرات غير المصابة بالفاروا.

أنثى الفاروا حشرة بنية محمرة اللون، مفلطحة بيضاوية، ويبلغ عرض أنثى الفارو 1.7 ملليمتر، وطولها 1.1 ملليمتر، شكلها مثل سرطان البحر crab، تبدو مستعرضة أكثر من كونها طويلة، لها ثمانية أرجل قصيرة، وهي كبيرة بدرجة تتيح رؤيتها بالعين المجردة، حيث يوجد أغلبها على بطن النحلة.

يساعد الشكل المسطح لحشرة الفاروا على تخفيها بين الحلقات البطنية للنحلة، لتمتص دم النحلة. ذكر حلم الفاروا أصغر من أنثاه وأخف وزنًا، ولا يرى حرًا في المستعمرة، وكثيرًا ما يحدث خلط بين الفاروا وبين حشرة “قمل النحل bee louse (Braula coeca)”، لكن لحشرة قمل النحل 6 أرجل فقط، كما أنها أكثر استدارة وأكبر قليلًا من الفاروا، حيث يبلغ طول القملة 1.5 ملليمتر، وعرضها 0.8 ملليمتر، ولا تشبه في شكلها سرطان البحر. ومن السهل رؤية جسد القملة المقسم إلى ثلاثة أقسام كدأب الحشرات عمومًا، ذلك أننا نعتبر أن الحلم ليس من الحشرات الحقيقية بسبب امتلاكه 8 أرجل.

توجد الإناث البالغة من حلم الفاروا على الشغالات البالغة والذكور الشابة. وغالبًا ما يتركزون على قمة الصدر في منطقة اتصال الأجنحة بين الرأس والصدر، أو بين الحلقات البطنية المتداخلة. كما هو مبين في المسح الإلكتروني في الصورة السابقة.

يتركز حلم الفاروا في هذه الأماكن لسهولة اختراق الهيكل الخارجي exoskeleton للعائل عندها، بما يمكن الحلم من امتصاص دم الضحية. وقد يوجد قمل النحل في أغلب المستعمرات لكنه لا يسبب مشاكل قاتلة.

تتطور حشرات الفاروا على حضنة نحل العسل، حيث تدخل أنثى الفاروا داخل عيون الحضنة قبل يوم واحد من سد capping وتتغذى على اليرقات وتضع بيضها في عيون الحضنة بعد سدها، وهي تفضل حضنة الذكور. وفي حالة عدم وجود حضنة للذكور تتجه إلى حضنة الشغالات.

يفقس بيض الحلم عن يرقات صغيرة تأخذ في التغذية عن طريق اختراق جسد عذارى نحل العسل وامتصاص دمها، وبعد 6-10 أيام تستكمل اليرقة تطورها إلى حشرة بالغة، وتبدأ في التزاوج داخل العيون السداسية قبل أن تخرج، وتموت ذكور الحلم بعد وقت قليل من التزاوج، وتصبح إناث حشرات الحلم حرة عندما تخرج النحلة من العين السداسية. تعتبر حشرات النحل التي تظهر إلى الوجود وهي حاملة ومصابة بالفاروا، غير مفيدة بشكل جيد للمستعمرة، ويعني زيادة تعداد أفراد الحلم في مستعمرة ما، تغلب هذا الحلم على الحياة في المستعمرة ومنذرًا بنهايتها، ويمكنك رؤية الحلم داكن اللون بسهولة فوق العذارى البيضاء إذا كسرت قرص العسل أو إذا سحبت بعض العذارى خارج العيون السداسية.

تتواجد حشرات الحلم في مستعمرة النحل بكثرة على حضنة الذكور بصفة خاصة في فصل الربيع والصيف، وفي نهاية الخريف والشتاء تتواجد حشرات الفاروا على النحل البالغ.

ينتشر حلم الفاروا من مستعمرة لأخرى عندما تنجرف الشغالات والذكور داخل المنحل apiary، وأيضًا عندما يقوم النحل المصاب بالسطو على مستعمرات أصغر من مستعمرته. لذلك يجب عزل طرود النحل المأسور captured swarms. والنحل المرزوم package bees، والمستعمرات الأخرى الجديدة المأخوذة من مستعمرات كبيرة، واختبارها ضد الإصابة بالفاروا قبل أن تضعها في منحلك.

J الكشف المبكر عن الفاروا ومراقبته Early detection

إن الكشف المبكر عن المستويات المنخفضة من الإصابة هو مفتاح الإدارة الجيد لمستعمرات النحل، حيث يعني ذلك العلاج المبكر والحصول على أفضل النتائج.

يميل حلم الفاروا إلى اختيار الذكور من الحضنة ما أمكنه ذلك، وهذا يعني أن إزالة حضنة الذكور من العيون المغطاة سوف يكشف لنا عن وجود الحلم، الذي يبدو في شكل بقع بنية بيضاوية فوق أجساد العذارى. إن أسهل طريقة لعمل ذلك هي استخدام شوكة إزالة الأغطية والتي تجرى عبر حضنة الذكور عند قاعدة الأغطية. هذه الطريقة عادة ما تزيل العذارى مع رؤوسها الملتصقة بين الأطراف المستدقة للشوكة. وعندها يمكنك فحص وجود الحلم من عدمه. ويمكنك إتمام الفحص بجمع النفايات من أرضية الخلية للبحث عن الحلم الموجود فيها، ولكن كن حريصًا من الوقوع في خطأ الخلط بين الحلم وبين قمل النحل Braula. يمكنك كشط نفايات أرضية الخلية مستخدمًا عتلة فتح الخلية، وحفظ هذه النفايات لفحصها. وفي حالة عدم قدرة النحل على فحصها يمكنك إرسالها إلى قسم بحوث النحل في المركز القومي للبحوث الزراعية، وهناك ستجد كل مساعدة ممكنة، ولا حاجة بك إلى فصل نفاية كل خلية على حدة، ولكن يمكنك جمعها معًا في وعاء واحد، على أن تتحدد أعراض الإصابة بحلم الفاروا في مستعمرة نحل العسل من خلال مدى قوة هذه الإصابة. ذلك أن المستوى المنخفض من الإصابة يصعب الكشف عنه، أما الإصابة المتوسطة والشديدة فتبدو في صورة بقع من الحضنة والشغالات المشوهة، وتبدو الذكور البالغة مشوهة الأجنحة، صغيرة البطون.

مثل هذا النحل يرى زاحفًا وغير قادر على الطيران. وتبدو المستعمرة أكثر ضعفًا وتبلغ عشائر الحلم أعلى مستوى من القوة.

أن يكون هذا الوعاء من الوعاء من الورق المقوى ولا تستخدم أكياس أو أوعية مصنوعة من البلاستيك أو الصفيح، لأنها جميعًا تتسبب في تكوين رائحة كريهة، تظهر عند فتحها.

وحتى يكون جمع النفايات أكثر كفاءة، يمكنك تمرير لوح من الورق أسفل البراويز لتلقي الحلم الميت طبيعيًا والساقط على أرضية الخلية، سيكون عدد حشرات حلم الفاروا في الأيام الأولى قليلًا، لأن المواد القاتلة للفاروا سوف تقتل الحلم الموجود على النحل البالغ، لكنها لن تقتل الحشرات الموجودة في العيون السداسية.

هناك طريقة أكثر كفاءة، يستخدم فيها شريطان من الــــ Bayvarol أو شريط واحد من الأبستان Apistan لكل مستعمرة، ولمدة 24-48. وعندما تفعل ذلك سوف تندهش من وجود مئات، بل آلاف، من الحلم الساقط من المستعمرة الواحدة وفي حالة إيجابية الكشف، وظهور حدوث إصابة بالفاروا، يجب أن تقوم على الفور بالعلاج الذي سوف نعرض له فيما بعد، وأن تقوم في هذه الحالة بملاحظة المستعمرات والكشف عن وجود الحلم أربع مرات في العام على الأقل، حتى تتمكن من تقليل أعداد الحشرة دومًا، وفي حالة عدم وجود إصابة بحلم الفاروا في هذا الكشف، يجب أن تجرى هذا الكشف مرة كل عامين على الأقل.

J علاج نحل العسل من الفاروا Varroa Mite Control

في صيف وخريف عام 1995 قام Bob Noel الباحث في ولاية Maryland بتغذية النحل على شراب محتوى على زيوت عطرية essential oils، خاصة زيت شاي كندا wintergreen وزيت النعناع، حيث خلط 10- 20 نقطة (0.5-1.0 سم مكعب على التوالي) من هذه الزيوت مع 453.6 جرام (باوند واحد) من السكر في مخبار سعة 0.95 لتر (كوارت واحد)، ويضاف ماء حتى يمتلئ المخبار، ثم قدم هذا الشراب إلى النحل عند مدخل الخلية Hive، وقد قدم الشراب إلى 14 خلية أو مستعمرة على النحو التالي:

• زيت النعناع إلى 5 مستعمرات.
• زيت شاي كندا إلى 9 مستعمرات.

وقد بدأت هذه المعالجة في يوليو واستمرت حتى أكتوبر.

في يوليو عام 1995 أظهر عدد من المستعمرات أعراضًا مثالية لوجود الحلم PMS (parasitic mite syndrome): لقد كانت هذه المستعمرات تعاني من وجود فيروسات الحلم، مثل CBPV الناتجة من الإصابة بمرض تكيس الحضنة sacbrood- حيث كانت الإصابة شديدة- وكانت الحضنة تبدو مبعثرة وغير كاملة، وأكثر شبهًا بتلك المصابة بمرض الحضنة الأمريكي American foul brood (AFB)، ولكن على أية حال: لم تكن هناك مستعمرات مصابة به. كان العديد من الشغالات يبدو صغيرًا، بأجنحة ذابلة، وبطون صغيرة جدًا.

في شهر يوليو بدا أن هناك مستعمرتين ضعيفتين جدًا من جراء مهاجمة ديدان الشمع wax moths لأقراص الشمع comb والحضنة brood، فقام Bob بإعطائها الشراب السابق وصفه مع زيادة الكمية يوميًا، وعندما قام بوب بفحص المستعمرة لبحث وجود الفاروا وأعدادها، وذلك بفتح عيون الحضنة المختومة sealed والتي بها الذكور وأيضًا التي بها الشغالات، وبملاحظة ظهور الحضنة، وسلوك الفاروا مباشرة، كانت النتيجة التالية:

بعد المعالجة بالشراب لمدة ثلاثة أسابيع، لاحظ بوب تحسن حالة الحضنة، وتحسن حالة النحل وصحته ونقص أعداد الفاروا، ويعد 30 يومًا من المعالجة (فحصت المستعمرات في أغسطس عام 1995) لوحظ نقص شديد في أعداد الفاروا، واستعاد النحل حيويته وبدا أنه قد تخلص من أعراض الإصابة بالحلم PMS. في 21 سبتمبر جرى فحص عدد من الخلايا بشكل شامل- والتي كان قد جرى معالجتها بالشراب- فلوحظ خلوها تمامًا من حلم الفاروا، في حين أن المستعمرات التي لم يجرى معالجتها في نفس المنطقة قد بدا واضحًا تعرضها لهجوم شرس من قبل الفاروا، وظهرت عليها الأعراض المثالية للإصابة بحلم الفاروا، وبدأت في الموت والاضمحلال.

في نوفمبر عام 1995 وجد بوب منحلين كانا خاليين من الفاروا في شهري يوليو وأغسطس، قد أصبحا ممتلئين بشدة بحلم الفاروا، بعدد 2-3 حشرات من الفاروا لكل نحلة بالغة، وساد وقتها اعتقادًا بأن مجموعة من شغالات المستعمرات البرية المنهارة قد حملت أعدادًا من حلم الفاروا إلى هذه المستعمرات، قام بوب بعلاج هذه المستعمرات المصابة بالحلم مستخدمًا شرائط الأبستان apistan، والأقراص الدهنية (بدون زيوت عطرية)، وعددًا آخر من الأقراص، مستخدمًا التركيبة التالية:

U أربعة أكواب من السكر المحبب + كوبين من السمن أو الدهن أو الزبد + 4.8 سم مكعب من زيت شاي كندا.

صنع من هذا الخليط أقراص كل منها 8 أونس، وضع واحد منها فوق حواف البراويز. وفي الربيع التالي وبداية الصيف لم يعد موجودًا سوى آثار بسيطة من حلم الفاروا في المستعمرات المعالجة بالأقراص الدهنية المحتوية على زيت شاي كندا، في حين أن المستعمرات المعالجة بشرائط الأبستان والأقراص الدهنية الخالية من زيت شاي كندا أخذت في الاضمحلال والموت.

في مارس من عام 1996 ابتكر بوب شريطاً جديداً لمقاومة الفاروا عبارة عن شريط من الـ plexiglass (برسبكس: بلاستيك متين شفاف يستعمل في نوافذ السيارات) عرضة 7.5سم، وطوله 35.5 سم، تلصق عليه خلطة مكونة من:

1- أربعة أجزاء زيت معدني +1.5 جزء من شمع النحل المصهور ثم يصب هذا السائل في وعاء سعته 4 أونس ويضاف إليه 2سم مكعب من زيت البشولاي Patchouli  و2سم مكعب من زيت شاي كندا wintergreen ثم يؤخذ من نصف ملعقة إلى ثلاث ملاعق صغيرة من المخلوط السابق وتفرد بالأصابع فوق شريط البلاستيك طولياً وتوضع داخل مدخل الخلية الأمامي فقط بدأ بوب المعالجة مبكراً في مايو وبعد يوم من المعالجة بدأت الفاروا الميتة تظهر فوق شريط المخلوط.

في 31 مايو عام 1996 عولج عدد من المستعمرات باستخدام جرعة مضاعفة من زيت البتشولاي patchouli وزيت شاي كندا وفي أول يونيو قام بوب بفحص المستعمرة فلاحظ ما يقرب من 100 حشرة من الفاروا ميتة بجوار الشريط المعالج بالمخلوط وفي اليوم التالي عاد بوب إلى مستعمرة النحل فوجد أن أكثر حلم الفاروا قد حمله النمل بعيداً لكن مازالت عشرات من الفاروا الميتة أمام مدخل الخلية ثم أعيد فحص هذه المستعمرة في السادس من يونيو فلوحظ وجود عدد قليل جداً من الفاروا الحية على الشغالات في المستعمرة (شاهد حشرتين من الفاروا في كل 1000 نحلة) وبفحص ما يقرب من 100عين سداسية مختومة حديثا للذكور وجد عدد من حشرات الفاروا بلغ ما بين 18-25 حشرة تجري حول اليرقات والعذارى بسرعة كبيرة وتجري بسرعة في وفوق أقراص الشمع ويبدو أنهم وقت المعالجة قد دخلوا إلى خلايا الذكور وصاروا كأنهم قنابل محمية “bomb shelters” تتجنب تأثير مادة المعالجة.

ملخص للعلاجات المستخدمة مع الفاروا:

1- الشراب Syrup: 10-20 نقطة من زيت شاء كندا أو زيت النعناع + 453.6 جرام من السكر تذاب في0.95 لتر من الماء الدافئ.

2- الأقراص الدهنية Grease Patties: 4 أكواب من السكر + 2 كوب من الدهن أو الزبد أو السمن+ 4.8 سم مكعب من زيت شاي كندا.

3- شرائط تعقب الأثر Tracking Strip: شريط من البلاستيك السابق وصفه تلصق به التركيبة التالية: 4 أجزاء من زيت معدني+ 1.5 جزء شمع مصهور يصب هذا الخليط في وعاء سعته4 أونس ويضاف عليه 2سم مكعب من زيت البشولاي+ 2 سم مكعب من زيت شاي كندا ثم يؤخذ نصف ملعقة إلى ثلاث ملاعق من المخلوط السابق وتفرد على شريط البلاستيك طولياً ويوضع الشريط عند المدخل الأمامي للخلية.

تكرر هذه المعالجات مرة كل 5 أيام مع إزالة الحشرات الميتة والنحل غير المستكمل التكوين وتغيير المخلوط القديم.

4- العلاج باستخدام شرائط الأبستان Apistan Strips: يستخدم شريط واحد من الأبستان لكل 5 أقراص من الشمع المملوء بالنحل البالغ ويجب عدم وضع الشرائط في العاملات supers يترك الشريط لمدة 7 أيام في الخلية للتعرف على مقدار الإصابة على أن تستمر فترة العلاج لمدة 42-56 يوما (8 أسابيع).

يوضع شريط واحد في الخلية العميقة المكونة من 10 براويز من النحل بين البرواز رقم 3,4 وشريط بين البرواز رقم 7 ، 8 يجب أن تكون الشرائط متصلة بأعشاش حضنة النحل طوال وقت المعالجة للحصول على الفعالية المرجوة وعلى الرغم من أن شرائط الأبستان آمنه إلا أنه يفضل استعمال قفاز أثناء وضعها في الخلايا.