خاصية العكبر المضادة للفيروسات

تبين، في تجارب زراعة الخلايا أن العكبر يثبط نمو الفيروسات وتناسخها بما فيها فيروس شلل الأطفال وفيروس القوباء وفيروس الأنفلونزا وفيروس نزلات البرد وفيروس حمى المعدة. منذ قرون كان العكبر وما يزال العلاج الرئيس للعدوى الفيروسية، لكن لا يوجد إلا القليل من الدراسات السريرية على الإنسان التي قد تدعم هذه النتائج.

الدراسات التي جئ على ذكرها سابقًا، ودعمت قدرة العكبر بالمساعدة في الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي. دعمت أيضًا فاعلية العكبر المضادة للفيروسات، فكثير من هذه الالتهابات سببها الفيروس. إحدى الدراسات التي أحدثت فتحًا علميًا ونشرت عام 2000 تدعم بصورة جلية استعمال العكبر سطحيًا لمعالجة قوباء الجهاز التناسلي.

القوباء البسيطة

شارك 90 رجلًا وامرأة يعانون جميعًا من قوباء الجهاز التناسلي المتكررة في دراسة قامت بها جامعة “لوفي” الطبية الحكومية في أوكرانيا. كان المتطوعين يأتون إلى العيادة حالما تعاودهم الآفة للحصول على واحد من ثلاثة علاجات. مرهم عكبر صنع في كندا يحتوي 3% عكبر، مرهم أسيكلوفير، ومرهم عادي (علاج وهمي).

عالج المصابون قروحهم بمرهم العكبر أربع مرات يوميًا ومن يوم إلى 10 أيام، مع تفشي الإصابة- التي تبدأ فقاعات صغيرة ثم تتفتح وتتقرح. مرحلة التقرح كانت الأكثر إيلامًا لكن في غضون بضعة أيام تشكلت قشرة فوق التقرح وبالنتيجة شفيت.

تراجع الآفة كان أسرع بثلاثة أيام عند المصابين الذين تلقوا مرهم العكبر بالمقارنة مع المصابين الذين تلقوا مرهم أسيكلوفير أو المرهم الوهمي. في غضون 10 أيام شفيت الآفة عند 24 مصاب من الـــ 30مصاب الذين عولجوا بمرهم أسيكلوفير و 12 فقط من الــــ30 الذين أخذوا المرهم الوهمي. بينما تماثل جميع الثماني عشر مصابًا الذين كانت آفاتهم في مرحلة التقرح وعولجوا بموهم العكبر للشفاء التام.

لمعالجة القوباء في المنزل، يمكن السير على منوال هذه الدراسة، باستعمال أي مرهم عكبر تجاري أو إضافة مسحوق العكبر إلى مرهم المانوكا أو مرهم شجرة الشاي.

خاصية العكبر المضادة للفطريات

يثبط العكبر نمو الفطريات التي تؤدي إلى  تلف خشب الأشجار في الغابات. والأشجار التي يأتي منها العكبر تنتج مادة صمغية خصيصًا لحماية أنفسها من هذه الآفات. وعلى ذات المثال، يستطيع العكبر تثبيط نمو الفطريات التي تصيب جلد البشر سطحيًا. وتظهر هذه الآفات على الجلد وقشرة الرأس.

يساعد العكبر في السيطرة على فطر Microsborum الذي يسبب آفات جلدية سطحية ومنه القوباء وفطر Trichtobhyton المسبب الرئيس لآفات الأظافر. لكن العكبر لا يعتبر فاعلًا ضد الفطريات تحت الجلدية أو الفطريات الداخلية. في تجارب مخبرية، تبين أن بعض أنواع العكبر تثبط نمو فطر الكانديدا. التي تسبب الآفة الشائعة التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي (YEAST) في الغالب. وكان العكبر فاعلًا عندما استعمل سطحيًا لمعالجة الآفة على المهبل وعلى الفم. على أي حال لا يعول على فاعلية العكبر في تخفيف الآفة المزمنة المتواترة، إذا استخدم داخليًا.

جهاز مناعة الأشخاص المصابين بمرض الإيدز ضعيف جدًا وغير قادر على مقاومة التهابات تأتي من فطريات وبكتيريا غير ضارة بالأشخاص الأصحاء. وثبت أن العكبر كان ناجحًا جدًا في معالجة آفات الجلد والفم العنيدة التي يتسبب بها ضعف المناعة، ومنها القلاع.

تعتبر جمعيات مرض الإيدز البرازيلية الجهة المسؤولة عن وضع العكبر البرازيلي في صدارة علاجات الإيدز الطبية. (يعطي العكبر في البرازيل داخليًا لمعالجة الإيدز لأن له بعض الفعإلىة في تخفيض سرعة استنساخ الفيروس).

في دراسة أجريت عام 2003م، جمعت 12 سلالة من فطر الكانديدا من مجموعة مصابين بفيروس (أتش، آي، في/ HIV) برازيليين يعانون من آفة القلاع. جرب مستخلص العكبر البرازيلي بالأيثانول وأربعة أدوية مضادة للفطريات (نيستاتين، كلوتريمازول، أيكوتازول، فلوكونازول) على هذه السلالات الفطرية.

أثبت كل من العكبر والنيستانين بدرجة متساوية هذه الفطريات التي، أظهرت مقاومة تجاه الأدوية الأخرى. عند استعمال مرضى مصابين بالتهاب جيوب أنفية مزمن بسبب الكانديدا مستحلب عكبر زيتي كحولي رشًا في خياشيمهم بعد تروية يومية بمحلول ملحي، تماثل للشفاء 9 من أصل 12 مريضًا وتحسنت حالة ثلاثة منهم بصورة ملحوظة في غضون 10 إلى 17 يومًا. وقد لوحظ أن مستخلصات العكبر مع البروبلين جلايكول، والأيثانول والداي ميثيل سلفادايزي كانت فاعلة في معالجة الآفات الفطرية، على عكس مستخلصات العكبر بالماء أو الجلسرين التي لم يكن لها أي تأثير. نرجو من القارئ مراجعة الطبيب لعلاج الآفات الفطرية لأنه من الممكن أن تكون عصية على الشفاء.

خاصية العكبر المضادة للالتهابات

أظهرت كافة مستخلصات العكبر تأثيرات مضادة للالتهابات يعول عليها في علاج الإنسان فباستطاعة العكبر تخفيف الحالات المرتبطة بالالتهابات مثل التهاب المفاصل والبثرة والربو والتهاب الجلد والتقيحات وحب الشباب المتقرح وأمراض الأمعاء الالتهابية.

أظهر العكبر في إحدى التجارب نجاحًا في تخفيض الالتهابات في التجارب التي أجريت على فئران مصابة بمختلف أنواع التهاب المفاصل، قضي مستخلص العكبر بالأيثانول (بمقدار 50 إلى 100ملج/ كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا) على الضعف البدني والتصلب عند الفئران المصابة بالتهاب المفاصل.

من المهم التذكر من جهة، أن جرعات الستيرويدات والأسبرين تكون عإلىة جدًا ولها تأثيرات جانبية حادة، ولا يمكن استهلاكها بأمان على المدى الطويل في علاج التهاب المفاصل. فيما استخدم العكبر بجرعات عإلىة لعلاج التهاب المفاصل أو أي حالات التهاب أخرى عند الإنسان أكثر أمنًا.

معالجة الالتهابات بالعكبر

يمكن أن تتحسن حالة المصابين بالتهاب المفاصل أو التهاب الأوتار أو الربو على المدى الطويل. باستخدام كبسولة واحدة أو اثنين من العكبر يوميًا. على أي حال، لا توفر هذه الجرعة الصغيرة خلاصًا فوريًا من الألم أو العوارض، وعلينا أن نتذكر أن جرعة 100 ملج لكل كيلوجرام وزن من الجسم يوميًا مقدارًا قويًا فعلًا. وهو يعني بالنسبة لشخص وزنه 75 كيلوجرام تناول 7500 ملج يوميًا أو 7.5 جرام.

لتخفيض الآلام الناتجة عن الالتهاب المزمن يلزم تناول 3 إلى 5 جرامات عكبر يوميًا. ثم يمكن بعد 4 إلى 6 أسابيع تخفيض الجرعة إلى النصف للحصول على النتيجة نفسها.

لعلاج حالات الالتهاب الحادة مثل الإصابات الناتجة عن الألعاب الرياضية أو لدغات الحشرات أو حمى القش أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتواءات. يلزم أخذ 4 إلى 7 جرامات يوميًا لمدة 3 إلى 6 أيام.

ملاحظة: يجب استشارة الطبيب في حال استمرار الالتهاب الحاد دون تحسن في 10 أيام أو أكثر.