حبوب اللقاح

حبوب اللقاح

يتكون لقاح النحل من حبوب لقاح متعددة الأصناف يجمعها نحل العسل من مجموعة واسعة من النباتات تنتقل علامات النحل من زهرة إلى أخرى لتجمع حبوب اللقاح وتضعها في سلال خاصة معلقة في قوائمها. عادة يجمع النحل حبوب لقاح أكثر مما تحتاجه الخلية، ولهذا يعمد النحالون على تصميم ساتر خاص يكشط بعضًا من حبوب اللقاح هذه، فيما تهم العاملات بدخول الخلية. كل حبة من حبيبات اللقاح الكروية الموجودة في الأسواق هي سلة من قوائم النحل.

تعتبر حبوب اللقاح مصدر غذاء رئيسي للنحل، توفر لهم ما يحتاجونه من البروتينات والدهنيات والفيتامينات والمعادن النادرة ويعرف أن رحيق الزهور والعسل يوفران للنحل الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، ولكنها ليست مصدرًا غذائيًا كاملًا.

عاملات النحل التي تجمع حبوب اللقاح هي فئة مختلفة عن فئة عاملات النحل التي تجمع الرحيق. عاملات جمع حبوب اللقاح ترعى النباتات التي يسهل جمع الحبوب منها وتكون الأكثر تغذويًا. ليس من الضرورة أن تكون هذه النباتات هي نفسها التي يجمع منها الرحيق.

خلافًا للعسل، لم تستعمل حبوب اللقاح تقليديًا كطعام بذاته. بدأ استعمال حبوب اللقاح على نطاق واسع كمتمم غذائي في بداية النصف الثاني من القرن الماضي. مع أن الإنسان كان يأكل حبوب اللقاح منذ أن بدأ بأكل العسل، لأن العسل الخام يحتوي حبوبًا من المصدر الزهري الذي وفر الرحيق لإنتاج العسل. في الواقع، مذاق الزهور الذي يميز مذاق العسل الخام يأتي من كميات حبوب اللقاح القليلة الموجودة في العسل، فإذا كان العسل خام غير معالج أو معالج في أدنى الحدود. تستبقى حبوب اللقاح، العسل المعالج والمصفي لا يحتوي أي حبوب لقاح.

كان السكر بضاعة نادرة حتى أواخر القرن الثامن عشر ميلادي، ولكن العسل لم يكن نادرًا، وتوصلت دراسة نشرت عام 1996 وفي المجلة البريطانية للتغذية إلى أن الأوروبيين منذ ما قبل التاريخ كانوا يستهلكون العسل مثلما يستهلكون السكر في هذه الأيام- أي ما يساوي 15 إلى 30 كيلوجرام في السنة وكانت تربية النحل تعتبر نشاطًا اقتصاديًا هامًا عند الفراعنة والإغريق والرومان وفي أوروبا من العصور الوسطى حتى باكورة العصر الحديث.

كان النحالون المحترفون الذين يديرون عمليات كبيرة يبيعون العسل والعكبر والشمع بأسعار زهيدة، وكان ملاك الأراضي الكبار يضعون خلايا النحل في أراضيهم.

 

وعليه، يمكن الاستنتاج دون شك أن الناس في الماضي كانوا يأكلون حبوب لقاح أكثر مما يأكله الناس في وقتنا الحإلى، ويعود ذلك إلى استهلاكهم العإلى من العسل الخام. من المؤكد أن النحإلىن وأسرهم كانوا يستهلكون كميات كبيرة وكانوا من أوائل من عمل على أكل حبوب اللقاح مباشرة من خلايا النحل التي يملكونها لا يوجد أي شك في أن حبوب اللقاح آمنة للاستهلاك البشري، ولكن هل من فائدة منها؟

 

حبوب اللقاح- طعام مغذي

تتكون حبوب اللقاح من الأجزاء الذكرية التناسلية في بذور النباتات، ولهذا فهي مصدر عناصر غذائية عإلىة التركيز. بعدما تقوم الحبيبات الذكرية بتلقيح الأجزاء الأنثوية وتحتوي  البذور الناتجة عن التلقيح العناصر الجينية والعناصر الغذائية اللازمة لنمو نبتة جديدة. ويماثل تركيب حبوب اللقاح الغذائي ما يوجد في مجموعة متنوعة من البقول الجافة والخمائر الغذائية.

 

البروتينات والفيتامينات والمعادن القليلة المقدار في حبوب اللقاح

تتنوع البروتينات الموجودة في حبوب اللقاح بصورة كبيرة وتشكل من 12 إلى 40% من وزنها. تتكون بروتينات حبوب اللقاح من مدى واسع متوازن وكامل من الأحماض الأمينية، مما يجعل حبوب اللقاح غذاء متكاملًا للإنسان كما هو حال الفيتامينات المعروفة للإنسان، وهي غنية على وجه الخصوص بالفيتامينات B5 و B3 و B2. مستويات الفيتامين B12 والفيتامين D منخفضة نسبيًا، وعليه لا يمكن اعتبار حبوب اللقاح كمصدر مناسب لهذين الفيتامينين كما أنه غير مناسب لتعويض نقص الفيتامين B12 عند النباتيين.

تحتوي حبوب اللقاح على أكثر من 25 معدن تشكل 2 إلى 4% من وزنها. وتحتوي على كل معدن يعرف أنه عنصر أساسي للإنسان. على أي حال، لكي تستخدم حبوب اللقاح كمتمم غذائي للكالسيوم والماغنيسيوم يحتاج الشخص إلى تناول حوإلى واحد كيلوجرام منها يوميًا.

 

الدهون في حبوب اللقاح

تمثل الدهون 5 إلى 10 بالمائة من وزن حبوب لقاح النحل وهذا يساوي 2 إلى 3 جرام دهون في كل 28 جرام أو ملء معلقتي شاي. تعتبر الدهون عاملًا حيويًا لصحة نحل العسل

قد يسعى نحل العسل إلى حبوب اللقاح الغنية بالدهون، حبوب لقاح الخردل والطرخشون عي إحدى أنواع اللقاح الأكثر غنى بها، (بنسبة 11 بالمائة دهون للخردل، 19 بالمائة للطرخشون). على عكس ذلك، نجد أن نسبة الدهون في حبوب لقاح بعض أشجار إلىوكإلىبتوس الأسترإلىة. لا تتعدى 0.43 إلى 0.46 بالمائة، ولا تتعدى النسبة 2% في معظم أجناس هذه الأشجار.

تحتوي الدهون في حبوب اللقاح أحماضًا دهنية وليبيدات فسفورية أكثر مما تحتويه من الدهون الثلاثية/ خلاف الزيوت النباتية المهدرجة التي تشكل الدهون الثلاثية 90% من محتواها الدهني. الدهون الثلاثية الموجودة متعددة مشبعة POLY SATURATED ودهون أحادية غير مشبعة MONOUN- SATURATED، مما يجعل حبوب اللقاح خيارًا صحيًا من حيث الدهون الغذائية، حبو لقاح الذرة والكتان والصفضاف والنفل والملفوف والبروكلي هي غنية بالحمض الدهني أوميغا3 وحمض لينولنيك.

 

العناصر النباتية المغذية في حبوب اللقاح

بالتكلم عن محتوى المركبات الكيميائية، تعتبر حبوب اللقاح عظيمة القوة- وفي الواقع يمكن القول أنها تمثل أقصى ما يمكن أن يقدمه النبات في مسألة التغذية. بما أن حبوب اللقاح هي الأعضاء الذكرية في النباتات، فهي تحتوي على تركيز عال من المركبات النباتية لضمان بقاء البذور حية. لا يهم من أي نباتات تجمع، فحبوب اللقاح غنية بالكارتونيدات والفلافونيدات والفايتوستيرولات.

تتفاوت هيكلية المركبات الكيميائية في حبوب اللقاح حسب المصادر النباتية والموقع والمناخ والموسم. على أي حال، تبين أن المركبات النباتية التإلىة توجد على الدوام.

  • الكاروتونيدات: بيتا كاروتين، ليسوبين، لوتين، زيكسناتين.
  • الفلوفونيدات: كيرسيتن، أيزو هامنتين، كامبفيرول، روتين، ليتولين، ميريسيتن، هيرباستين.
  • فايتوسيرولات: بيتا سيتستيرول، ستيغما ستيرول، لانوسيترول، برازينوستيول.

تحتوي حبوب اللقاح الطازجة التي لم تخضع للتسخين على أنزيمات نشطة وأنزيمات مشاركة وهرمونات (بما فيها هرمونات النمو) التي هي أقل نشاطًا في الإنسان. خلافًا للعسل، لا يمكن أن نحسب الخاصية المضادة للأكسدة على مركبات الفينوليك، حيث تقوم الأنزيمات المضادة للأكسدة مثل كتالاز

رغم المنافع العديدة التي تأتي من استخدام متممات الفيتامين والمعادن النادرة، تبقى العناصر الغذائية الأساسية التي تأتي من الطعام متفوقة أكثر من المتممات المصنعة. من حين إلى آخر، يستفيد الناس الذين لا يحصلون على فائدة صحية من تناول المتممات الغذائية المتوافرة من حبوب اللقاح بصورة ملحوظة. قد يكون هؤلاء الأشخاص غير قادرين على امتصاص الفيتامينات والاستفادة منها جيدًا إلا إذا حصلوا عليها من مصدر غذائي. ومن الواضح أن على هؤلاء الأشخاص الاعتماد على نظام غذائي متكامل ويجب أن يشمل ذلك حبوب اللقاح.

هل حبوب اللقاح مادة عضوية؟

أظهرت الأبحاث أن جميع منتجات خلية النحل قد تتلوث بالمبيدات الزراعية والمعادن الثقيلة والملوثات البيئية. لكن النحل، لحسن الحظ، حساس للمبيدات والملوثات، وصحة الملكة تتدهور عندما تتعرض الخلية إلى سموم أكثر مما تستطيع معالجته، وهذا بدوره يحد من نجاح تربية النحل في المناطق ذات البيئة الملوثة جدًا. كما أن بعض المبيدات يقضي على كامل خلية النحل (الملكة، العاملات، الذكور) ولهذا السبب لا تستعمل هذه المبيدات على المحاصيل التي تعتمد في تلقيحها على النحل.

يعمل المصنعون على استخدام حبوب لقاح جمعت من مناطق حضرية ومناطق برية، بعيدًا عن مصادر التلوث الزراعي والصناعي الرئيسة. يجمع أفضل أنواع حبوب اللقاح من مصادر نباتية برية، يليها حبوب اللقاح التي تجمع من مناطق الزراعات العضوية.

لكي يسمح باستخدام تعبير “عضوي” حسب مواصفات الهيئات العالمية مثل أيكوسرت وغيرها. يجب أن يوثق بأن 95% من حبوب اللقاح أتت من مصادر عضوية. هذا يعني أن العسل وحبوب اللقاح المأخوذين من الخلية قد تم تحليلها ووجد أنها تحتوي على مستويات منخفضة مقبولة من المبيدات الحشرية والزراعية والمعادن الثقيلة. كما يعني أن المنطقة المجاورة لمصادر النحل، قد وثقت بأنها عضوية.

لا يمكن تصنيف حبوب اللقاح والعسل من خلايا النحل الذي يستخدم لتلقيح المحاصيل التجارية الرئيسية مثل البرتقال واللوز بأنها “عضوية”، لأنها في الواقع، يمكن أن يكون تصنيف أي شيء بأنه “عضوي” أمرًا مخادعًا.

على أي حال، نجد أن الكثير من مربي النحل هي مؤسسات عمل صغيرة جدًا، وقد لا يكون عندهم الوقت أو الإمكانيات المالية الكافية لتصنيف منتجاتهم بأنها عضوية، ولكن لا يعني هذا بأن إنتاجهم من العسل أو حبوب اللقاح ملوث إذا كان رواد الشك أحد المستهلكين فعليه السعي إلى منتجات نحل يكون مصدرها نباتات برية.

 

عن د. إبراهيم العريفي

دكتوراه في علوم الأغذيه والتغذيه - خبير العلاج بالعسل ومنتجات النحل والطب البديل. مشرف على ميزان الصحه للتغذيه العلاجيه و مختبر جودة العسل في الرياض - المملكة العربية السعودية

شاهد أيضاً

فوائد الغذاء الملكي ( غذاء الملكات )

الغذاء الملكي يقي من الإصابات البكتيرية ومن الإرهاق يعزي إلى الغذاء الملكي العديد من المزاعم …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: