علاج القولون العصبي بعسل النحل

علاج القولون العصبي بعسل النحل

يتغير النمط الغذائي بتغير الزمان، فكان الإنسان في قديم الزمان يحث عن لقمة العيش ليومه أو حتى للساعة التي هو فيها ويمر عليه أيام بدون طعام وإن وجد لا يتعدى صنفًا أو صنفين كاللبن والتمر. ولديهم حركة جسمانية عالية يبذلون مجهودًا عضلياً كبيراً من أجل لقمة العيش أو الدفاع عن النفس.

وكانت الأمراض أقل في العدد والنوعية ولكن توجد بعض الأمراض الوبائية التي قد تفتك بمئات الأشخاص كالجدري مثلاً نتيجة انعدام العلاج والوقاية، وفي هذا العصر ازداد عدد السكان وتغير نمط العيش وتعددت الأصناف وطرق إعداد الطعام وازداد عدد المطاعم في العالم بشكل أوسع وازداد اعتماد الأسر على الأكل من خارج المنزل والوجبات أصبحت مليئة بالدهون وتفتقر إلى التوازن من الناحية التغذوية أحياناً.

كثير من الناس الآن يعاني من تهيَّج القولون أو التهاب القولون سواء بسبب عصبي أو دهني أو غيره من الأسباب، وفي هذه الحالة يكون جزء من الأمعاء الغليظة ملتهباً وغالباً ما يكون السبب هو الإجهاد، مع ذلك فقد تكون الأسباب نظام غذائي فقير، إخراج قليل للفضلات، حساسية أو تغذية دون المثلى.

من المعروف أن مرض تهيَّج القولون أو مرض الاعتلال الوظيفي للقولون غير مرتبط بوجود جرح أو قرح، بل ناتج عن تقلصات غير منتظمة وكسل في القولون، الأمر الذي يحول دون عبور الطعام فيه بشكل طبيعي. في مثل هذه الحالة تكون عملية الهضم بطيئة جداً وصعبة، مما يؤدي إلى تغوط غير منتظم وانتفاخ في البطن وغثيان، ونظرًا لعدم وجود علامات مميزة لهذا المرض، فإن عملية التشخيص تتم من خلال استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة. يمكن أن ينجم اعتلال القولون الوظيفي عن عوامل مختلفة مثل القلق، الضغط النفسي، الإكثار من تناول الأدوية الملينة وعدم التحمل لبعض أنواع الأطعمة.

ويعود تزايد هذه الحالات إلى الضغوط النفسية والاجهاد، فكلما زادت الضغوط على الانسان كلما ازدادت الحالة، وتختلف من شخص لآخر وهناك مَثل يقول: (كثرة الضغط تولد الانفجار) فزيادة الضغط العصبي نتيجة أعباء الحياة العملية والمشاكل العائلية حتى زحمة السيارات في الشوارع.

كل هذه تولد الضغوط النفسية العصبية المتراكمة التي تؤثر على القولون وتسبب له التهيج ويختل جزء كبير من وظائفه فيتخمر الطعام وينتج عن ذلك كثير من الغازات والآلام في منطقة القولون وحرارة في أسفل القدم (بطن القدمين) وتعرق في اليدين وتنميل بعض الأطراف وخاصة اليد اليسرى ودوخة ودوار في الرأس للحظات وبعض هذه الأعراض تتداخل مع أمراض أخرى فيدخل الإنسان في دوامة الانتقال من طبيب لآخر ومن مستشفى لأخر والتغيب عن العمل كثيرًا بسبب هذه الحالة المزعجة والتي تعد مرضًا وظيفياً وليس عضوياً.

كذلك يعود الأمر إلى النظام الغذائي، فتعدد الوجبات وكثرة الدهون وقلة الألياف عوامل تساعد على تهيج القولون. نقص الألياف في الغذاء قد يكون سبباً رئيساً لبعض الحالات وبعض الحالات تثيرها زيادة الألياف؛ فهي لها دور فعال في زيادة حركة الأمعاء وامتصاص الدهون، كما أن زيادة كمية الوجبات لها تأثير عكسي كذلك “فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه” كما قال رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وكذلك بعض الأطعمة تهيج القولون لدى البعض.

كما أن خلود الإنسان للنوم بعد وجبة الغداء أو العشاء مباشرة قد يسبب لدى بعض الناس سوء هضم نتيجة لقلة حركة المعدة أثناء النوم فيحدث سوءاً للهضم لعدم اكتماله وتخمر الطعام ما ينتج عنه كثير من الغازات.

أيضاً عدم ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة بانتظام وقلة شرب السوائل وخاصة الماء له دور في عدم التخلص من الفضلات وتنظيف الأمعاء وشعور المرء بالراحة.

الوقاية والعلاج:

– الإقلال من الضغوط العصبية وتجنب المواقف المثيرة للأعصاب بقدر الامكان.

– يفضل إتباع نظام غذائي مكون من خضار مطبوخة قليلاً على البخار، سمك وحبوب مطبوخة في أغلب الأحيان مع فاكهة سهلة الهضم يتم تناولها كوجبات خفيفة، وتنظيم الوجبات من حيث النوعية والكمية وذلك بالإقلال من الدهون وتدعيمها بالألياف للحالات التي تستجيب لذلك ولا تثيرها الألياف، والإقلال أو تجنب كل ما يثير القولون من أطعمة أو مشروبات مثل (الشاي والقهوة والدهون والحوامض والبهارات والبقوليات والبصل النيء والحليب ومنتجاته والألياف التي قد تثير القولون لدى البعض، وهذه تختلف من شخص لآخر فقد نجد شخصاً يثيره الشاي أو القهوة وآخر الدهون فقط وآخر جميعها، والمثل القائل “المريض طبيب نفسه” قد ينطبق على هذه الفقرة.

– تجَنَّبْ الوجبات الثقيلة، كل ببطء، امضغ جيداً، اشرب على الأقل لترين من الماء يومياً بين الوجبات.

– تناول عسل النحل بالطريقة التالية، ملعقة كبيرة من العسل الطبيعي صباحاً على الريق قبل الإفطار بساعة، وملعقتين أخريين بعد وجبة الغداء (الوجبة الرئيسية) بساعتين مذابتين في كأس ماء عادي (محلول) وذلك من أجل تهدئة القولون واستعادته لوظائفه تجنباً لتخمر الطعام.

عن د. إبراهيم العريفي

دكتوراه في علوم الأغذيه والتغذيه - خبير العلاج بالعسل ومنتجات النحل والطب البديل. مشرف على ميزان الصحه للتغذيه العلاجيه و مختبر جودة العسل في الرياض - المملكة العربية السعودية

شاهد أيضاً

الشمع Wax

الشمع Wax شمع النحل هو مادة دهنية ثابتة كيميائياً، متصلب على شكل صفائح رقيقة، شفافة …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: