مرض النوزيما Nosema

النوزيما Nosema

منذ زمن بعيد ومرض النوزيما يدمر النحل البالغ في مستعمرات نحل العسل، ويسبب هذا المرض نوعًا من البروتوزوا protozoa يسمى Nosema، وهو حيوان صغير يشبه الأميبا. وفي مرحلة من مراحل حياة هذا الكائن، يتحول إلى بوغة spore قادرة على مقاومة الظروف البيئية السيئة، وتظل حية لعدة سنوات.

وتعتبر البوغة هي الوسيلة التي ينتشر بها المرض من نحلة لأخرى، حيث تتعثر محلة سليمة في براز نحلة أخرى مصابة بالمرض، فتصاب هي الأخرى بالمرض وتصبح غير قادرة على الطيران.

ينتشر هذا المرض في الخريف والشتاء والربيع. حيث ينتقل عن طريق الأبواغ أثناء التغذية أو الشرب أو الرياح، وتتكاثر الأبواغ بشدة وتهاجم الخلايا الطلائية المبطنة لجدار المعدة الوسطى، وتتكاثر بداخلها وتكون في النهاية الجراثيم التي تعيد مهاجمة الخلايا الطلائية وتمزقها. ونتيجة ذلك امتلاء القناة الهضمية بالجراثيم التي تخرج مع البراز وتلوث المياه ومصادر الغذاء.

مقارنة بين معدة نحل العسل المصابة بالنوزيما ومعدة سليمة
مقارنة بين معدة نحل العسل المصابة بالنوزيما ومعدة سليمة


الطريق الفعال الوحيد في التعرف على مرض النوزيما يمر عبر تشريح نحلة مصابة، حيث تكون المعدة الخلفية والقناة الهضمية للنحل المريض بيضاء طباشيرية او بيضاء لبنية ، أما حشرات النحل السليمة بتبدو القناة الهضمية كهرمانية اللون او شبه شفافة إضافة الى ذلك ، تبدو معدة النحل السليم منقبضة دائريا في حين تبدو معدة النحل المصاب بالعدوى منتفخة ويصعب رؤية انقباضها

 

هذه الوسيلة هي من أهم طرق نقل المرض…  ومن المعروف أن الجراثيم تنمو خلال ساعتين من التغذية، وتستغرق دورة حياة الكائن الممرض حوالي 7-10 أيام. في حالة الإصابة الشديدة تحتوى معدة النحلة على ما يقرب من 100.000 جرثومة، تتحرر مع براز النحلة لتبدأ دورة العدوى.

ليس من السهل ملاحظة أعراض هذا المرض، على الرغم من أن النحل الملوث بالبراز يعمل على نقل العدوى، ويمكن وصف أعراض الإصابة في المستعمرات شديدة الإصابة في صورة انتفاخ بطن الحشرة بالفضلات وثقلها مما يؤدي إلى طيرانها لمسافة قصيرة فقط حول الخلية. وقد تشاهد الشغالة المصابة وهي تزحف على الأرض أو على الأعشاب حول الخلية. وتشاهد أجنحتها في حالة غير عادية وغير مرتبطة ببعضها، وتقل مقدرتها على اللدغ. وعند فحص الجهاز الهضمي يشاهد انتفاخ القناة الهضمية الوسطى ويصبح لونها أبيض رماديًا نتيجة وجود الجراثيم بكثرة.

يعمل هذا المرض على تقليل حياة النحلة بمقدار 50%، ويعتمد ظهور الأعراض على نسبة الإصابة. ونتيجة لوجود هذا المرض أيضًا تمتنع الملكة المصابة عن وضع البيض، وقد تموت خلال أسابيع قليلة من إصابتها، كما تختفي حبيبات فوسفات الكالسيوم من الخلايا الطلائية المبطنة لجدار المعدة والتي تلعب دورًا هامًا في معادلة الحموضة المعدية الناشئة عن طبيعة المواد الغذائية للنحلة، كما يحدث نقص كبير في نمو الغدد تحت البلعومية في الشغالات المصابة والتي تتراوح أعمارها من 5-20 يومًا، فقد لوحظ أن النسبة المئوية للغدد الكاملة النمو 59% في حين وجد أن هذه النسبة تبلغ حوالي 94% في حالة  الشغالات السليمة، وكنتيجة غير مباشرة لهذا فإن كمية الغذاء المقدمة لليرقات تقل، وعليه تزداد نسبة اليرقات التي تفشل في التحول بعد فقسها إلى حشرات كاملة النمو وتصل إلى حوالي 15%، بينما هي لا تتعدى 1% فقط في تلك الطوائف السليمة.

كما أن كمية النتروجين في الأجسام الدهنية للنحلة تقل من 14- 23 ملليجرامًا في الحشرات السليمة، لتصل إلى 6 ملليجرام نتروجين في الشغالات المصابة.

ومن الأعراض الهامة من الناحية العملية أن المستعمرات المصابة لا تقوم بالبناء في الربيع، وتظل هذه الحالة قائمة حتى تقل شدة الإصابة داخل المستعمرة، وهو أمر غير هين بالطبع. النوزيما في العادة مرض غير قاتل، ويمكن للمستعمرات أن تستعيد صحتها من تأثير المرض في شهر يونيو عندما يتحسن الطقس ويقوم النحل بالتبرز خارج المستعمرة، وتنظيف الأقراص الملوثة بالبراز، وتصل الملكة إلى قمة حالتها في وضع البيض. النوزيما لا تسبب الدوسنتاريا dysentery كما هو شائع، لكن الدوسنتاريا ولا شك تعتبر طريقة كافية لنشر المرض. ولا شك أن النوزيما

تسبب فناء بعض المستعمرات، لكن هذا يعتبر أمرًا غير اعتيادي، فعادة ما يحدث هذا الأمر بعد عدد من فصول الصيف المتتالية الفقيرة في الغذاء، وعندما يعاني النحل من الإجهاد الزائد بسبب إصابتها بالدوسنتارية.

وما يمكن أن أنصح به في هذه الحالة هو مراقبة نسبة أبواغ النوزيما بطريقة كمية إذا كنت تمتلك وسائل عمل هذا. أو يمكنك اللجوء إلى قسم النحل في وزارة الزراعة أو المركز القومي للبحوث الزراعية.

وفي حالة زيادة قدر الإصابة يمنك استعمال عذاء الـــ Fumidil ‘B’ في صورة شراب في الخريف، وهو مضاد حيوي يستخدم في معالجة هذا المرض فقط. يباع هذا الدواء في زجاجات سعة ثلاث جرعات، تكفي الجرعة الواحدة لتغذية مستعمرة واحدة، وذلك بإذابة الجرعة في خليط من 14 باوند Ib (6 كيلوجرام) من السكر المحبب المذاب في 7 بنث pints (3.5 لتر) من الماء غالبًا ما يباع الـــ Fumidil ‘B’ في هيئة مسحوق شديد النعومة يسهل ذوبانه بسرعة.

عادة ما يتم تقليب مسحوق الــــ Fumidil ‘B’ مع السكر الجاف ثم يضاف هذا الخليط إلى الماء الدافئ، ولا يجب أن يكون الماء شديد السخونة حتى لا يفسد الــــ Fumidil ‘B’. ثم يستخدم شراب الـــ Fumidil ‘B’ في تغذية النحل في غذاية Miller أو أي نوع آخر من الغذايات السريعة، لأن النحل سوف يخزن هذا الشراب في كتل مغلقة لأنه سوف يحيا عليه لبعض الوقت. إن شراب الــــ Fumidil ‘B’ بعد إعداده سوف يعادل تقريبًا 17-18 باوندًا، حيث يستخدم النحل ثلثي هذه الكمية في التغذية خلال الأربعة أشهر الأولى من وضع الشراب، وتستخدم الكمية الباقية عن تربية الحضنة. هذا الشراب يعمل على تقليل مقدار العدوى في الأقراص كما إن المشاكل الناتجة عن استخدام هذا العلاج أثناء الموسم قليلة جدًا.

أما في حالة خلو الأقراص من الحضنة، فيمكن حماية هذه الأقراص لتكون جاهزة للاستخدام في أي وقت من العام، وذلك عن طريق تدخينها قبل استخدامها مرة أخرى في المستعمرات، يجرى التدخين بالطريقة التالية:

تجمع الإطارات الفارغة من الحضنة والمحتوية على أقراص الشمع وتوضع في غرف الحضنة وتنظف من البروبوليس بكشطه من فوق الإطارات الخشبية، ثم ترص الإطارات على قاع غرفة الحضنة، ثم تغمس قطعة من القماش الماص تكفي لامتصاص 0.25 بنث (0.1 لتر) من حمض الخليك acetic acid، ثم توضع قطعة القماش فوق الإطارات وفوقها غطاء غرفة الحضنة ويغلق مدخل الخلية Hive (المستعمرة) تمامًا. تكرر هذه العملية مع باقي الإطارات لتعقيمها.

يقوم بعض النخالين بتغطية غرفة الحضنة بعد المعاملة السابقة باستخدام مشمع من البلاستيك لحفظ الدخان الناتج داخل الخلية. تترك الأقراص التي تم تدخينها لمدة أسبوع على الأقل في درجة حرارة معتدلة. حمض الخليك ليس مادة لطيفة، فهو يعمل على إزالة الجلد من الأصابع بسرعة البرق، لذلك يجب إرتداء قفازات من المطاط عند إجراء هذه المعاملة. ويهاجم هذا الحامض المعادن وحتى الخرسانة لذلك يجب عدم وضع الخلايا أو المستعمرات وقت المعالجة بالقرب من المباني، بل توضع في العراء، في الهواء الطلق. يجب التأكد من أن النحل لم يدخل في الخلايا أثناء المعالجة ولم يضع عسلًا بها.

بعد أسبوع من المعالجة تصبح أقراص الشمع جاهزة، ويجب في هذه الحالة رفعها من غرف الحضنة التي تمت فيها المعالجة، واضعين في الاعتبار أن حمض الخليك لن يؤثر في شمع الأقراص أو في المواد المخزنة مثل العسل، حبوب اللقاح.

المستعمرات المصابة بالنوزيما في الربيع يمكن معالجتها في هذا الوقت من خلال إزالة الأقراص الملوثة بالعدوى والتي لم تستخدم بعد من قبل النحل، وأيضًا تعالج كل الأقراص الخالية من الحضنة بالتدخين، وتغذى المستعمرات في هذه الحالة على الـــــ Fumidil ‘B’.

عن المهندس. محمد محمد كذلك

المهندس محمد محمد كذلك .... باحث وكاتب في مجال العلوم البحتة والتطبيقية ... عضو منظمة كتاب بلا حدود ..عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب .... متخصص في تأليف الكتب والمراجع العلمية ..... ألف أكثر من 70 كتابا حتي الآن منشورة عبر العالم العربي.

شاهد أيضاً

حلم الفاروا Varroa mites

حلم الفاروا Varroa mites   اكتشفت هذا المرض لأول مرة في الهند  على نحل العسل …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: