الزيوت العطرية والعلاج بالعسل:

أثبتت العديد من الدراسات أن الأعسال الداكنة في الغابات الصنوبرية تملك قدرة فائقة مضادة للبكتيريا؛ من بين الأنواع الجدير ذكرها العسل المأخوذ من رحيق زهرة المانيوكا الموجودة في نيوزيلاندا والعسل الاسترالي القريب منه. وأثبتت الاختبارات فعالية هذه الأعسال على بكتيريا “هيليوباكتر بايلوري” المرتبطة في كثير من الأحيان بالإصابة بقرحة المعدة.

بالترافق مع العسل ومنتجات النحل الأخرى، توفر الزيوت العطرية النباتية بعض المقاربات الهامة لجزء كبير من الأمراض. والدمج بين الزيوت العطرية والأعسال يوفر

مجموعة واسعة من المستحضرات العلاجية نظراً إلى أوجه التشابه بينهما.

فالعسل يصنف كأحد بروتوكولات الطب الطبيعي، الذي يركز على تقوية الجهاز المناعي في الجسم وعدم معالجة المرض فقط، كذلك يتمحور دور الأعسال العطرية حول الوقاية.

عندما تنتهي عملية التقطر، يجب أن يكون الزيت العطري الناتج خالياً تماماً من الرطوبة (الماء) خشية تعرضه لتغير في خواصه. تخزن الكميات الكبيرة من هذه الزيوت في براميل من الألمونيوم على أن يكون جدارها الداخلي من الزجاج. وتعبأ الكميات المحضرة لبيع المفرق في زجاجات داكنة اللون، لأن الزيوت العطرية حساسة للضوء، ويمكن أن تفسد بمجرد تعرضها له.

عند استعمال العسل العطري، لا يمكن أن يكتب على العبوة “عسل الزيزفون مع زيت اللافندر” على سبيل المثال، لأن هذا غير كامل ولا يمكن تحديد الخصائص العلاجية بصورة دقيقة، لأن اللافندر عدة أنواع. ولهذا يجب أن يكتب على العبوة الاسم العلمي الكامل للنبتة التي أخذ منها الزيت .

ومثال آخر على ذلك، يشتهر زيت الإيكاليبتوس بعلاج أمراض الجهاز التنفسي، لكن نوع واحد من بين مئات الأنواع من الايكاليبتوس يحتوي على مركب الإيكولوبتايت الفعال ضد هذه الأمراض، أما بقية الأنواع فلا فائدة منها.

عملياً، من الضروري، وضع اسم النبات المعروف، والاسم العلمي النباتي واسم الفصيلة النباتية، لأن ذلك يمنع حدوث الأخطاء والغش. وبالنسبة لبعض أنواع الزيوت العطرية يجب أن يذكر الجزء من النبات الذي أخذت منه (الجذور، الأوراق، الأزهار… الخ) فعلى سبيل المثال يمكن أخذ ثلاثة أنواع من الزيوت العطرية من أشجار الحمضيات، أحدها من البراعم والآخر من قشر الثمار والثالث من اللحاء، وكلها مختلفة عن بعضها في الخصائص العلاجية.