حالات التسمم الموثقة
مؤخراً، أثار نبأ موت 8 أشخاص في تركيا جراء تناول عسل سام قلق مستهلكي العسل في جميع أنحاء العالم، خاصة وأن الوثائق التاريخية التي تعود إلى أكثر من 100 سنة تشير إلى 58 حالة تسمم بالعسل خلال هذه الفترة، وقد سميت هذه الحالة “مرض جنون العسل”. وجاءت هذه الظاهرة نتيجة استهلاك العسل الذي أنتجه النحل من رحيق أزهار نبتة الوردية (“الريدندرون”، Rhodenderon) السامة، التي تعد منطقة البحر الأسود موطنها، وهي من الفصيلة الخلنجية التي تضم 850 نوعاً منتشراً في كافة أنحاء العالم، معظمها غير سام. علماً أن حالات نادرة من التسمم بعسل الوردية سُجلت في مناطق أخرى من العالم مثل اليابان والبرازيل والولايات المتحدة ونيبال وكندا.
وأثبتت الدراسات أن تأثير العسل الذي مصدره تلك الأزهار السامة على الجهاز العصبي المركزي في الإنسان يعادل تأثير غاز الخردل الذي يستخدم في الحروب الكيميائية، وتظهر الأعراض بعد دقائق من تناول العسل وتتلخص في زيادة ضربات القلب ودوار وصداع وقيء، وفي عدم القدرة على التوازن، وفي حال تناول جرعات كبيرة من العسل قد تحدث أعراض تشبه أعراض الذبحة القلبية وتستدعي تدخلًا طبيًا.
ويدو أن التوجه لتناول منتجات طبيعية يقف وراء ازدياد الحالات المسجلة لهذا المرض. فقد نقلت صحيفة بريطانية عن الهوس المرضي بتناول المنتجات الطبيعية الذي انتاب عدداً كبيراً من الناس ودفعهم إلى البحث عن الغذاء من المصادر الأولية في الطبيعة ومنها العسل البري، وفاتهم أن الطبيعة، كما تحوي الطيبات، تحتوي على الخبائث ، وأن بعض النباتات سام جداً، منها ما يقتل على الفور مثل الفطر الأسود. وأضافت الصحيفة أن مرض جنون العسل يحمل في طياته إمكانية التسبب بالوفاة إذا لم تتم معالجته سريعاً. ويقول باحثون أن تناول ملعقة واحدة من العسل السام يمكن أن يسبب مشاكل صحية.
Leave a Comment