أنواع الأعسال السامة

أنواع الأعسال السامة

تُعزى سمية العسل إلى النباتات السامة ومنها الوردية التي تحتوي على مركبين شديدي السمية “رودوندرين” و “ايروكوبتين” من عائلة الكافور. والوردية في منطقة البحر الأسود هي الأكثر سمية، وقد اكتسب النحل المحلي مناعة ضد هذا السم.

ويتميز عسل الوردية بطعمه الشديد المرارة. هذا ويوجد في جنوب المملكة نوع واحد من نباتات الفصيلة الخلنجية ويسمى “النبش”، وهو من الأنواع غير السامة التي يزورها النحل للاستفادة مما تحتويه أزهارها البيضاء الجذابة.

نظريًا، إذا صرف نحل الخلية جهده في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع من تفتح أزهار الوردية، دون أن يقتات على شيء آخر، ينتج عن ذلك عسل سام، وهذا يعتمد كذلك على تركيز المركبات السامة.

في شمال أمريكا، نباتات الأسدية والغار هي أكثر مصدر للعسل السام. لكن، إلى أن تتجمع كمية من السموم كافية للإضرار بالإنسان، يكون قد مر وقت تكون خلية النحل نفسها أصبحت في خطر.

الأضاليا الأسدية، تحتوي على مركب جلوكاسايد سام، ينتج عنه أعراض تشبه تلك التي ظهرت على الجيش اليوناني العائد من حملته التي ذكرتها المصادر التاريخية.

العسل الذي يجمع من نبتة “حنة التيس” مضر بالصحة وهذا العسل، لا يصبح لزجًا على الإطلاق، لونه أحمر غامق ورائحته غريبة، وزنه أكثر من وزن الأعسال الأخرى ويسبب في أكثر الأحيان العطس. من يتناول هذا العسل، يغرق في عرقه ويرتمي على الأرض. والعلاج يكون بإعطائه أطعمة أو مواد تسبب القيء.

بعض أعسال جزيرة سردينيا التي يجمعها النحل من نباتات معينة يسبب ضحكة تشنجية مؤلمة.

العسل الذي يجمع من نبتة “أليو” في جزيرة كورسيكا، طعمه مر ولا يصح للأكل.

العسل المأخوذ عن نبتة “الشو كران” ضار جدًا. وذُكر أن طبيبين ذاقا هذا العسل في سوق مفتوحة بمدينة روما فوقعا أرضًا وتوفيا بعد ذلك.

ويعرف في مناطق كثيرة في ألمانيا أن عسل الكستناء له تأثير منوم قوي.

وينتج عن رحيق عشبة “وارانفي” في نيوزيلاندا، عسل سام قاتل.

كما أن الرحيق الذي يجمعه النحل من نبتة “الداتورة” في المكسيك والمجر، ومن أزهار ست الحسن “بيلادونا” ونبتة البنج في المجر، ينتج أعسالًا سامة.

ومن النباتات الأخرى التي تفرز رحيق متعدد السموم، الياسمين الأصفر، والبنج المصري وزهرة الشيح والحنظل.

بعض أنواع العسل له طعم غير مستساغ، وقد تكون لها تأثيرات سلبية على الصحة، مثل عسل التبغ وعسل الحنظل وعسل الأقحوان (أحيانًا يكون سامًا) والخروع والزعفران وغيرها.

لكي يتكون عسل من رحيق سام، يجب أن يكون النحل اكتسب مناعة على ما يقارب مئة سنة ضد هذا الرحيق السام، وألا يقتات في بداية موسم أزهارها على أي شيء آخر، كما أن هذا العسل يفقد سميته مع مرور الوقت، أي أن التعرض للخطر يجب أن تتوافر له ظروف عدة.

كذلك لا خوف من انتقال نبتة ذات أزهار سامة من منطقة جغرافية إلى أخرى، كأن تزرع الوردية السامة في المملكة، لأن ذلك سيقضي على النحل المحلي بسبب عدم مناعته، وبالتالي لن تتوفر له الفرصة لإنتاج عسل سام.

بصورة عامة، لا يطرح عسل هذه النباتات في الأسواق، لكي يتوفر منها من حين إلى آخر عسل “الوردية الغارية” الثمين والنادر واللذيذ الطعم بكميات قليلة، وهذا العسل آمن ولا يشكل خطرًا على المستهلك ومصدره ليس النوع السام من فصيلة الوردية.

عن د. إبراهيم العريفي

دكتوراه في علوم الأغذيه والتغذيه - خبير العلاج بالعسل ومنتجات النحل والطب البديل. مشرف على ميزان الصحه للتغذيه العلاجيه و مختبر جودة العسل في الرياض - المملكة العربية السعودية

شاهد أيضاً

أقوال العلماء في فضل العسل وفوائده

أقوال العلماء في فضل العسل وفوائده – قال بعض العلماء : إن الله جعل في …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: