المانوكا والكانوكا والميرو الأسترإلى
عسل المانوكا النيوزلندي هو مثال عن أعسال المصدر الزهري الواحد التي تتفوق في الاستخدامات الطبية، فمنذ زمن بعيد يستعمل زيت المانوكا الأساسي موضعيًا للوقاية من أو علاج الإصابات الفطرية والبكتيرية، ولتهدئة طفح الحفاضات والصدفية والتهابات الجلد وكإحدى مكونات غسول الفم للقضاء على البكتيريا، والعسل المانوكا الداكن اللون ذات الخصائص العلاجية التي يمتلكها الزيت الأساسي.
من الدراسات التي ذكرت آنفًا، حيث تم زرع البكتيريا المأخوذة من جروح المصابين، تبين أن عسل المانوكا هو الأكثر فاعلية من بين 85 نوعًا من العسل جربت ضد البكتيريا العنقودية. وكان بقدرة عسل المانوكا القضاء على هذه البكتيريا وحتى وإن كان محلولًا بنسبة جزء واحد من 56 جزء. كما تبين أنه أكثر فاعلية بكثير من الأعسال المحضرة ضد بكتيريا PSEUDO MONAS الأحماض التي تنتج بفعل بكتيريا الفم مسؤولة عن تآكل مينا الأسنان وبالتإلى التسبب بتسوسها، ووجد أن علكة مصنوعة بعسل المانوكا فعالة بنسبة الضعف من اللبان الخإلى من السكر في تقليل مستويات الجير ونزيف اللثة. وقام 30 متطوعًا باستعمال علكة العسل أو مص إحدى منتجات المانوكا 10 دقائق ثلاث مرات يوميًا بعد تناول الوجبات لمدة 3 أسابيع. ووجد أن تأثير عسل المانوكا المضاد للبكتيريا كان قوي إلى درجة أنه تفوق على التأثير الضار المحتمل لسكريات العسل بالنسبة لتسوس الأسنان. رغم شهرة عسل المانوكا العلاجية فإن له شقيقًا أصغر في نيوزيلاندا يتفوق عليه في جميع الخواص العلاجية التي ميزت المانوكا بدرجة كبيرة، هذا العسل هو عسل الكانوكا، إنتاجه أقل من المانوكا ولكن أكثر فاعلية. وبينت أحدث الدراسات أن عسل الميرو الأسترإلى يتفوق على العسلين النيوزيلنديين كمضاد للبكتيريا والفطريات بثلاثة أضعاف.
شفاء الجروح بالعسل
حمل المحاربين القدماء العسل معهم لعلاج الجروح الناتجة عن المعارك. وكان معروفًا أنه إذا وضعت طبقة من العسل على الجروح أو الخدوش أو الحروق تشفي بسرعة أكبر ويكون احتمال التهابها أقل. (استخدام مزيج العسل مع العكبر أيضًا، وسنبحث ذلك في الفصل التإلى).
تبعًا لمراجعة أوردها الدكتور مولان، استعمل العسل بنجاح لشفاء أنواع كثيرة من الجروح وإصابات الجلد البكتيرية المزمنة في مقالات مع 600 شخص أصيبوا بجروح واستخدموا العسل في علاجها، أجابوا أنهم لم يشعروا بأي تخرش أو ألم أو حساسية أو أي أثار جانبية، العسل فعال أيضًا في شفاء الثدييات الكبيرة والصغيرة من جروح عمليات بيطرية أو جروح التجارب العلمية.
وهذا ملخص عن خواص العسل المذهلة في علاج الجروح:
- يخفف العسل الالتهاب والألم وحده الإصابة والنزف القيحي والروائح الزنخة.
- ضمادات العسل تخفف ألم وحكة الجروح وتليين قشرة الجروح وتزيلها بسهولة.
- يشفي العسل الجروح بوقت أسرع وأكثر نظافة من العلاجات الأخرى.
- الجروح التي عولجت بالعسل تندمل وتشفي بندوب أقل وتكون إعادة تكوين الأنسجة أفضل.
- يعزز العسل نمو جلد جديد سليم.
في معظم الأحيان، كان يلجأ إلى العسل لمعالجة الحالات الصحية التي لم تكن تستجيب للعلاجات المعهودة، وعلى سبيل المثال، لا يملك الطب الحديث علاجًا فعالًا لتقرحات الفم المتكررة، وهي أثر جانبي لعلاج السرطان بالأشعة، وقد أعطي مرضى من اندونيسيا مصابين بسرطان الرأس والعنق، نشأت عندهم تقرحات الفم، 15 ملل من العسل قبل وبعد العلاج بالأشعة. خفف العسل حدة التقرحات والألم الناتج عنها مقارنة مع علاج معهود لا يعطي أي نتائج. بالإضافة إلى ذلك، مكن العسل 30% من المرضى من تناول طعامهم بصورة عادية خلال فترة العلاج بالأشعة وعلينا أن نفكر بمدى الارتياح الذي منحه العسل لهؤلاء المرضى الذين يعانون من حالات مستعصية، كما تبين أن العسل هو العلاج الوحيد لهذه المشكلة.
بالنسبة للتقرحات الناتجة عن السكري التي تفاقمت لمدة سنة إلى 3 سنوات، وجد أن قدرة العسل على إزالة الأنسجة الميتة عن الجروح الملتهبة والمتقيحة تتفوق على إزالتها بالطرق الطبية أو الجراحية المؤلمة، وكان من غير الممكن لمس جروح بعض المرضى، ولم يكن باستطاعتهم تنظيفها بالشكل المناسب إلى أن استعملوا ضمادات العسل.
شهادات في فاعليات العسل
فاقت الأبحاث الكثيرة والمتنوعة وسلسلة التجارب التي أجريت على العسل، كل ما أخضعت له المنتجات الطبيعية الأخرى وإلىكم بعضًا من النتائج المبهرة التي تبين وتؤكد خواصه العلاجية
- في دراسة سريرية أجريت سنة 1991 على مصابين بحروق، قيم العلاج بالعسل بالمقارنة مع العلاج الصيدلاني التقليدي (محلول سولفادايزين الفضة Sulfadiazin(S.S-)) ووجد بعد 7 أيام أن 91% من الحروق التي عولجت بالعسل لم تتعرض إلى إصابة بكتيرية أو التهابات بالمقارنة مع 7% فقط من الذين عولجت حروقهم. وبعد مرور 15 يومًا تماثلت للشفاء 87% من الحروق التي عولجت بالعسل بالمقارنة مع 10% من المجموعة التي عولجت. لقد شكل العسل حاجزًا واقيًا ومرنًا على موضع الجرح مما منع الالتهاب، وامتص القيح وخفف الشعور بالألم والتخرش. والروائح الكريهة. إضافة إلى ذلك، ظهر أن الأنزيمات في العسل حفزت نمو أنسجة جديدة.
- وجد في تجربتين واحدة سريرية وأخرى عشوائية أجريتا عامي 1993 و 1994 أن ضمادات الشاش المشبعة بالعسل شفت الحروق بوقت أسرع من رقاقة البوليوثرين (بمعدل 108 أيام للعسل مقابل 153 يومًا للرقاقة) ومن ضمادة الأمنيوتيكـ (بمعدل 94 أيام مقابل 17.5 يومًا) كما خلفت الحروق التي عولجت بالعسل ندوب عند 3 مصابين فقط من أصل 40 مصابًا مقابل 4 مصابين من أصل 24 مصابًا عولجوا بضمادة الأمنيوتيك. ويعرف أن ضمادة الأمينوتيك أعلى سعرًا بكثير من ضمادة العسل وتحتاج إلى خبرة طبية لاستعمالها. إضافة إلى أن التهاب الحروق المعالجة بالعسل زالت في غضون 7 أيام.
- ورد في تقرير للدكتور سوبراه مانيام الجراح وخبير الحروق البريطاني الذي أجرى التجارب الآنفة الذكر أنه تم بنجاح تخزين قطع من الجلد في العسل عند درجة حرارة الغرفة. وكانت نسبة نجاح تمثيل الخزعات 100% بعد تخزينها لمدة 12 أسبوعًا. ونتج عن معالجة الجروح بالعسل قبل الخضوع لعمليات زرع جزعات الجلد، سرعة تماثل أفضل.
- في دراسة بريطانية أجريت عام 2004، قام الباحثون بتجارب على العسل مع أربعين متطوعًا مصابين بتقرحات شرايين الأرجل (يتسبب بها ضعف الدورة الدموية) التي لم تتجاوب مع الأربطة الطبية. وضعت ضمادات عسل على التقرحات لمدة 12 أسبوعًا، مع الإبقاء على كافة جوانب العلاج الأخرى دون تغيير. استطاع العسل تخفيض الألم وحجم التقرحات، وإزالة الرائحة الكريهة
- على ذات المنوال، نتج عن علاج تقرحات الفراش بالعسل في مركز أسترإلى لرعاية المسنين، في شفاء سريع وتام.