عسل الحمية (دايت)
يتساءل كثير من الناس عن حقيقة وجود هذا النوع من العسل (دايت) يكون مناسباً لمرضى السكر أو لمن يتبعون رجيماً أو نظاماً غذائياً معيناً أو لخفض الوزن لديهم ويعتقدون أن عسل النحل منتج صناعي يمكن أن يتم تركيبه حسب الحاجة كإدخال سكريات بديله تعطى طاقة أقل (منخفض السعرات الحرارية) مثل المشروبات الغازية أو بعض المربات وخلافه.
وجهة نظري، أن عسل النحل تجمعه شغالات النحل من رحيق الأزهار أو من الثمار أو تغذية صناعية (سكريات) فأفضلها العسل الناتج من رحيق الأزهار البرية والجبلية، ليست مثل الغابات أو المزارع التي قد يوجد فيها ثمار فتصبح مثل التغذية الصناعية أو ملوثات مثل المبيدات، فعسل النحل الناتج من أزهار النباتات يختلف تركيبه حسب نوع النبات ومحتواها من المركبات الأخرى وخاصة الأنزيمات. فقد ينتج لديك عسل نسبة الجلوكوز فيه عالية جداً نتيجة تغذية النحل على جلوكوز تجاري فقط أو على ثمار العنب محتواها سكر الجلوكوز فقط. هذا النوع من السكريات الأحادية يحتاج لأنسولين لإدخاله للخلية إضافة إلى أن سكر الدم (الجلوكوز) ينتقل مباشرة، وهو غير مناسب لمرضى السكري والحمية.
وقد ينتج لديك عسل عالي الفركتوز نتيجة تغذية النحل على شراب الذرة عالي الفركتوز، صحيح أن الفركتوز لا يتم تمثيله في الجسم كاملًا من خلال الأيض (التمثيل الغذائي) ولا يحتاج لأنسولين لإدخاله إلى الخلية ولكنه هنا من تغذية صناعية فليست الفائدة كاملة، ويعد عسلًا رديء الجودة أو عسلًا ناتجًا من تغذية صناعية على سكريات أخرى أو خليطاً منها أو ثمار تحتوي على سكريات.
وفي بحث أجري على مجموعة من المتطوعين تم إعطاؤهم لمدة ستة أشهر عسل النحل والحليب فقط وبعد انتهاء المدة لم يفقدوا من أوزانهم شيئًا، فقط حدث نقص لديهم في الفيتامين C فلو تناولوا برتقالة يومياً لكفى، فالعسل مع الحليب مكملان لبعضهما البعض بما يحتويانه من كربوهيدرات ودهون وبروتين وأحماض دهنية. طبعًا هذه التجربة أثبتت أن العسل مكمل للحليب من ناحية تغذوية.
اتباع الحمية لغرض إنقاص الوزن تتطلب تعقل وعدم تهور باتباع حمية شديدة القسوة فتؤثر على صحة الإنسان. فإذا أُدخل العسل ضمن الحمية قد يستغرب البعض، فالعسل 80% منه سكريات ويزيد الوزن. لكن نقول العسل غذاء ودواء واتباع الحمية قد يعرض الجسم لبعض الأمراض العضوية نتيجة انخفاض المناعة. وعسل النحل يحصن الجسم ويرفع المناعة ويخلص الجسم من السموم، فالعسل الطبيعي طارد للسموم بمساعدته أجهزة الجسم مثل الكبد والكلى على التخلص من بعض السميات .
ولإثبات أنواع العسل المناسبة للرجيم أو الحمية لابد من التأكد من أن هذا النوع من العسل طبيعي وأن تغذية النحل كانت على زهور برية وليست تغذية صناعية بالسكر أو الثمار. كما أنه يُجرى بحث على مجموعة من الناس المتطوعين لمعرفة مؤشر السكري وهو مدى تأثيره على ارتفاع جلوكوز الدم كما يتم مقارنته مع أغذية أخرى وحساب الطاقة التي نتحصل عليها من كل 100 جم من العسل بناءً على تحليل العسل وتحديد مكوناته ونوعية السكريات فيه ونسبة الرطوبة.
ولا يوجد نوع من العسل ينقص الوزن كما يدعي البعض، ولكن قد يفضل نوع من العسل عن نوع آخر بناءً على تركيبه، فلو تناول الشخص عسل النحل يومياً 3 مرات مع اتباع حمية معينة وخاصة الابتعاد عن الدهون والكربوهيدرات والنشويات والفاكهة ذات السعرات الحرارية العالية مثل التمر والعنب والموزوما في حكمها بالطبع سوف ينخفض الوزن.