غذاء ملكات النحل Royal Jelly
الغذاء الملكي عبارة عن مادة بيضاء اللون تشبه اللبن، تقوم بإنتاجه شغالات النحل لتغذية النحلة الملكة، وقد يسمى “لبن النحل” ويفرز الغذاء الملكي من زوجين من الغدد يوجدان في مقدمة رأس الشغالات لتغذية جميع اليرقات (الذكور، الشغالات والملكات( حتى اليوم الثالث من عمرها وبعد ذلك تتغذى اليرقات الشغالات والذكور على غذاء مكون من العسل وحبوب اللقاح والماء بينما تستمر يرقات الملكات بتناول الغذاء الملكي.
وغذاء ملكات النحل غذاء مركز، رفيع القيمة، هلامي القوام، وهو السبب في تحول النحلة الشغالة العادية إلى النحلة الملكة ذات القوة التكاثرية العالية وفترة العمر المديدة. ويعتبر غذاء ملكات النحل الغذاء الوحيد للنحلة الملكة حيث يجعلها تنمو بمعدل 40 إلى 60% أكبر من الشغالات العادية وتعيش على الأقل لمدة خمس سنوات أو أكثر إذا ما قورنت بأختها التي تشبهها تماما من الناحية الوراثية والتي يصل عمرها إلى أربعين يوماً فقط.
تنتج عاملات القفير هذه المادة خلال الأيام الثلاثة الأولى لنموها ولا تتغذى اليرقات إلا بعسل الملكة. بعدئذ تفطم الذكور والعاملات المستقبليات. ولا تتلقى كغذاء سوى سائل مكون من خليط اللقاح والعسل والماء. أما الملكة فتربى في مكان مخصص الها أوسع من الخلايا الأخرى وتتغذى الغذاء الملكي بكميات وافرة.
تم كشف الغموض الذي يحيط بعسل الملكة في القرن السابع عشر حين اهتم عالم هولندي بهذه المادة ومنذ ذلك الحين تمت دراسة فوائد هذه المادة وتوصلوا إلى تحديد خصائصها، فهي تزيد الحيوية بشكل عام وتحافظ على المزاج الحسن وتزيل الضغط النفسي وتسهل الهضم وتحفز دفاعات الجسم الطبيعية.
تكون هذه المادة على شكل عجينة غروية القوام بيضاء صدفية اللون، وهي إفراز الغدد البلعومية لدى عاملات النحل.
يحتوى غذاء ملكات النحل على ميزات خارقة للنمو حيث يزداد حجم اليرقة الملكية 2000 مرة خلال 5 أيام. ويتركب غذاء ملكات النحل من ماء (نسبة 50 – 60%) وكربوهيدرات 12% وأحماض أمينية عضوية 8 – 20% وجميع الفيتامينات ومعظم الأملاح المعدنية ومضادات حيوية كما يحتوي على كمية قليلة من حبوب اللقاح ومواد غير محددة -لكنها بصفة أكيدة فعالة جدًا- وهرمونات. وهي مادة مغذية ومقوية تساعد في التحول الغذائي ومثيرة للشهوة فاتحة للشهية ومضادة للسرطان. كما تحتوي على ببتيدات شبيهة بالأنسولين.
تستعمل في حالات الانحطاط وضعف الحيوية والإرهاق والهزال ونقص نمو الرضع والشيخوخة وهبوط ضغط الدم وفرط الكوليسترول في الدم وفقدان الشهية للطعام، والفرحة المعدية المعوية والبرودة الجنسية وحالات الضعف الجنسي والوقاية من التأثيرات الضارة لعلاج السرطان بالأشعة.
كما أن غذاء ملكات النحل يدخل في كثير من مواد التجميل على هيئة كريمات لتحسين وتفتيح البشرة.
الغذاء الملكي بين الخطورة والغش
إن التركيب الكيميائي للغذاء الملكي لم يعرف بالكامل لكن هناك نسبة 97% منها معروفة جيداً:
الماء: 66% تقريباً – البروتينات: حوالي 12% – الدهون 4,5% – الكربوهيدرات 12,4% – رماد 0,8% – و مستخلصات أخرى أو ما يسمى العامل (R) و نسبته 3%.
ويُقبل بعض الناس على تناول الغذاء الملكي بصفته مادة مقوية للجسم ومنشطة وهذه حقيقة ولكن لابد من التنبيه بأن الإفراط في تناوله قد ينتج عنه عواقب وخيمة على الجسم، فالغذاء الملكي الموجود في الأسواق في أغلب المحلات ليس مُركَّزاً وقد لا يتجاوز تركيز الغذاء الملكي فيه نسبة 30% والباقي مواد مالئة، وهذه قد تكون ميزة لتفادي خطورة الغذاء الملكي المركَّز، ولكن في نفس الوقت يُعدَّ من أنواع الغش على مستوى عالمي، فالجرعة التي يتحملها جسم الإنسان يجب أن تكون كمتوسط 1 ملجم/كجم من وزن الجسم أي أن شخصاً وزنه 70 كجم لا يجب أن يتجاوز ما يتناوله من الغذاء الملكي المركز عن 70 ملجم. وقد تصل الجرعة إلى 250 ملجم.
فالجرعات العالية منه قد تسبب مشاكل صحية نتيجة لزيادة جرعات ما يتناوله من مواد هرمونية وغيرها فلا يوجد مادة تخلو من الضرر ولكن يجب أن يكون هناك اعتدال في كل شيء، فإذا ما تناول الشخص مادة ما في حدود الجرعة التي يتحملها الجسم لا يحدث ضرر.
ولكن إذا ما زادت الجرعة فإنها تحدث ضرراً ما بالجسم يتفاوت حسب نوع المادة وتركيزها وقدرة الجسم على تحملها والعمر وغيره من العوامل، والبعض لديه قدرة على تحمل تركيزات أعلى من ذلك وتكون تدريجية.
وهنا نود أن ننصح المستهلك بأن يقوم عند شرائه غذاء ملكات النحل بالتأكد من:
– أن يكون الغذاء مجمداً محفوظاً في الفريزر السائل أو مخلوطاً مع عسل النحل بمقدار 25 جم لكل 1 كجم عسل نحل، فالغذاء الملكي غير المجمد يفقد قيمته وكثير من خواصه، بل قد يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك بتلوثه وخاصة إذا وضع في مكان عادي أو في الثلاجة (البراد) لمدة أيام فهو غني بكثير من العناصر والرطوبة التي تُعدُّ بيئة مناسبة لنمو كثير من الميكروبات ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي.
– أن تكون العبوات المحفوظة فيها الغذاء معتمة غير منفذة للضوء (الشمس أو الانارة) لتفادي عمليات الأكسدة.
– أن تقوم بعد إذابته بسرعة بخلطه مع عسل النحل بنفس النسبة المذكورة سابقاً أو وضعه في المجمد (الفريزر).
– استخدامه يجب أن يكون على حسب نوع الغذاء فإذا كان مخلوطاً مع عسل النحل يتناوله مثل العسل. أما الغذاء المجمد أو المجفف فإن طريقة تناوله المفضلة تكون بأخذ الجرعة المناسبة للجسم (سبق ذكرها كحد أقصى 250 ملجم ربع جرام) ووضعها تحت اللسان ليتم امتصاصها (استحلاب) أفضل من مرورها عن طريق الجهاز الهضمي.