دورة حياة الملكة ( تطور العذارى )

تطور العذارى

 بعد يومين من خروج اليرقة تبدأ في التحول إلى طور العذراء، وهي المرحلة الثالثة من حياة الحشرة، والتي تمهد الطريق نحو التحول إلى حشرة كاملة.

تظل العذراء السليمة صحيًا بيضاء اللون، وتتألق خلال المراحل الأولى من

تطورها، وذلك حتى يبدأ جسدهافي التحول إلى الحشرة الكاملة. وتكون مناطق العيون المركبة هي أولى المناطق التي تتغيرفي اللون، حيث يتحول لونها من الأبيض إلى البني الأرجواني. وبعد فترة قصيرة يتحول باقي لون الجسم إلى اللون الداكن، ويتخذ الجسم صفات ومظهر الحشرة البالغة الكاملة.

  • طول فترة الحياة Life span:

تعيش ملكة النحل من 1 – 3 سنواتفي حين يعيش الذكرفي الربيع من 21 – 32 يومًافي الربيع، و90 يومافي الصيف أو حتى يقوم بتلقيح الملكة، ولا يعيشفي الشتاء، وتعيش الشغالة ما بين 20 – 40 يومافي الصيف حيث تظل تعمل حتى الموت، وتعيش ما يقرب من 140 يومافي الشتاء.

  • الوظيفة functions:
    • الملكة:

تقوم الملكة بقتل أخواتها والأمهات الكاذبة، التزاوج مع الذكور، تضع 1500 بيضةفي اليوم، وتضعفي العام ما يقرب من 200000 بيضة، تفرز الفرمون pheromone المسمى ” 9-hydroxydecenoic acid “، الذي يتركب من HOOC=C-C-C-C-C-C-COH-C.

  • الذكور:

التزاوج مع الملكة الشابة.

  • الشغالات:

صنع قرص العسل (الشمع)، خدمة اليرقات، خدمة الذكور الصغيرة، خدمة الملكة، تنظيف الخلية، جمع الرحيق، جمع حبوب اللقاح، جمع البروبوليس، تبخير الرحيق، سد العيون، حماية الخلية، تجويع الذكور، وضع بيض الذكور، تحريك اليرقات لتكوين ملكة جديدة.

هل لملكة النحل الملكية دوماً؟

إن الملاحظة الجيدة، الحذرة لما سبق ذكره عن وضع النحلفي المملكة الحيوانية يرينا أن الملكة تمنع الشغالات من التناسل عن طريق الفرمون الذي تفرزه الملكة لتسيطر به على الشغالات. وهو مركب كيمائي ينتشر من جسم إلى جسم أثناء عمل الشغالاتفي خدمة الملكة.

إن أحد مهام الملكة هو: وضع البيض الذي يستهلك كل جهدها ووعيها، ولو لاحظتها جيداً لوجدت أنه لا وقت لديها للأكل أو الطيران، وسوف تجد مجموعة من 15 شغالة تقوم بتغذية الملكة بقطعة صغيرة من الغذاء بعد كل مرة تضعفيها 20 بيضة. الحقيقة أن الملكة لو توقفت عن إفراز الفرمون أو وضع البيض، فإن بيضة أو أكثر من البيض الحديث سوف يتم تحريكه إلى عين مجهزة خاصة للملكة لإنتاج ملكة بديلة.

يتم تلقيح الملكة العذراء بعد خروجها من البيت الملكي ب 4-6 أيام، وذلكفي يوم صحو، حيث تخرج الملكة إلى منطقة من مناطق تجميع الذكورفي الجو، عند قربها من هذه المنطقة يلاحقها الذكور، فتنفتح بأكثر من واحد وتنفصل آلة السفاد منه إلى مؤخرة الملكة وترجع الملكة إلى مستعمرتها.

تقوم الملكة حديثة الفقس بتدمير ما لم يفقس من الملكات الأخرى وتقتل أمها، أو تتقاتل مع الملكات الفاقسة الأخرى حتى الموت، ثم تبدأفي طيران التزاوج mating flights الذي يسمى طيران الزفاف، وفيه تطير الملكة العذراء virgin queen إلى منطقة يتجمعفيها مئات أو آلاف من الذكور (اليعاسيب) غير المرتبطة عاطفياً والقابعةفي انتظار الملكة لتلقيحها أثناء الطيران.

يصعد الذكر على الملكة ويمرر عضوه الذكرى endophallusفي الملكة ويقذف منيه، وأثناء القذف يتراجع الذكر إلى الخلف ويتمزق عضوه الذكرى endophallus خارجاً من جسده، وتظل بقاياه عالقة بالملكة. تصعد ذكور أخرى على الملكة بعد أن يزال العضو الذكرى لليعسوب السابق لتكرر تلقيح الملكة، بنفس الطريقة، حيث تموت الذكور القائمة بعملية إخصاب الملكة فوراً بسبب خروج أعضاء بطونها مع العضو الذكرى الذي يتبقىفي الملكة.

تضع الذكور ما يقرب من 90 مليون حيمن spermفي قناة بيض الملكة queen’s oviducts، ويخزن ما يقرب من 7 مليون حيمن على انفرادفي جراب خاصفي جسمها يسمى spermathecal.

هذه الحيامن sperms تستخدم – خلال زمن قصير – خلال حياة الملكةفي تخصيب البيض. تضع الملكة صغيرة السن كمية كبيرة من البيض في السنوات الأولى من حياتها إلى أن يقل نشاطهافي وضع البيض، أو تضع بيض غير مخصب يتحول إلى ذكور، وفي هذه الحالة يجب التخلص من الملكة وإحلال ملكة بديلة وإلا فسوف يقوم النحل بتغيرها بنفسه.

تتناول الملكة حمية خاصة من الغذاءفي فترة حياتها اليرقيةفي صورة غذاء ملكي royal jellyفي الأيام الثلاثة الأولى، ثم تتناول هلام jelly معدلفيما بعد. يجري التحكمفي الطائفة عن طريق كمية الغذاء، وكمية الهرمون الصبياني juvenile hormone والماءفي الحمية اليرقية larval diet. ويتطلب الأمر 16 يوماً لتتطور الملكة منذ كانت بيضة. وعندما تقرر المستعمرة تزويد نفسها بملكة جديدة فإنها تشيد عدة بيوت ملكية، وفي العادة تقوم الملكة التي تظهر أولاً بقتل أخواتها الملكات الأخرى والتخلص منهن.

وبعد خمسة أيام من بلوغ الملكة سن الرشد، تبدأ الملكة العذراءفي سلسلة من طيرانات التزاوج. ونتيجة لذلك قد تتزاوج الملكة مع 6 – 18 ذكر أو أكثر، تخزن خلالها 5 – 12 مليون حيمن خامدفي حويصلة خاصة تسمى القابلة المنوية spermatheca. وبمجرد مرور هذه الفترة الأولى من تزاوج الملكة، تظل لفترة طويلة بدون تزاوج. وبدلاً عن ذلك، تأخذ بطنهافي الكبر لتلائم مبايضها المخصبة، وتتحول إلى آلة لوضع البيض.

تعيش الملكة من 1 – 3 سنوات، وقد تطول حياتها حتى خمس سنوات كما تشير بعض التقارير. وفي العادة يموت 60% من الملكات أو تستبدلفي العام الأول.

تتأثر قدرة الملكة في وضع البيض بعدد من العوامل المتعلقة بالملكة، مثل: عمر الملكة، سلالة الملكة، سلامة جسم الملكة، خلو الملكة من الأمراض والطفيليات، وهناك عوامل أخرى، مثل: عدد الشغالاتفي المستعمرة، وفرة الغذاء، عدد الأقراصفي الخلية، قرب حدوث التطريد، عوامل جوية وبيئية.

إن العلاقة بين الأفراد داخل المستعمرة تبدو معقدة تماماً، فالملكة عادة ما تتكون داخل المستعمرة من بيضة واحدة من بين البيض الذي وضعته أمها، وعلى هذا فغالباً ما يتزامن وجود الملكة مع أمها ومع غيرها من الملكات الأخرى التي تسكن المستعمرة. ونتيجة لهذا النظام الفريدفي تحديد الجنس، فمن المحتمل أن نجد ثلاث مستويات من العلاقة بين الأشقاء داخل المستعمرة. فالأخوات اللائي يعودن إلى نفس الأب يكن عادة ممتازات super sisters، والذين لهن نفس الآباء والأخوات يعتبرن أخوات كاملات full sisters، أما الذين ليس لهن آباء مشتركةفيعتبرن أنصاف أخوات half sisters. وعلى هذا فالشغالات لا يمكن اعتبارهن خليطًا وراثيًا متجانسًا homogeneous genetic mixture. فالمستعمرةفي الواقع، عبارة عن تجمع من تحت عائلات subfamilies مختلفةفي أصلها الوراثي.

 

تقوم الشغالات المرافقة worker attendants بتغذية وتزيين الملكة، كما أن الشغالات تتحكمفي معدل ما تضعه الملكة من البيض، ويعتقد أن هذا التحكم يتم من خلال التحكمفي كمية الغذاء الذي تزود به الملكة. يتغير الحد الأعلى لمعدل وضع البيض تغييراً كبيراً، فبعض التقارير تشير إلى أن الملكة تضع أكثر من 2000 بيضةفي اليوم. وتستطيع الملكة أن تضع ما يعدل 2 – 3 مرات من وزن جسمها من البيضفي اليوم الواحد.

تقوم الملكة بتحديد جنس البيضة الناتجة منها عن طريق تخصيبها أو عدم تخصيبها بحجب الحيمن عنها، لكن آلية هذا العمل – على الرغم من تعدد النظريات التي تصف كيفية حدوث الحجب والتي منها اختلاف قطر العين السداسية من عين لأخرى – مازالت حتى وقتنا هذا غير معلومة يقيناً.

إن الحمية اليرقية تمثل عملاً واحداً من بين العوامل التي تحكم التطور النهائي للملكة (تتغذى يرقات الشغالات على غذاء مختلف)، وهناك ما يقرب من 53 خاصية معروفة على الأقل تفرق الملكة عن أخواتها الشغالات، فعيون الملكة أصغر، ومخها أقلفي الحجم، ويبدو سلوكها المعقدفي بحثها عن ملاحقة الذكور وقتل أخواتها الملكات والتزاوج.

لقد تعلم البشر السيطرة على وراثة نحل العسل، وإنتاج هجن من نحل العسل بغرض دمج عدد من الصفات الوراثية الجيدةفي سلالة وراثية واحدة. ولإتمام هذا العمل، تطورت طرق تلقيح الملكات، وأتم نظام تهجين ناجح يتمحور على تطوير وسائل مناسبة لتخزين النطفة البلازمية germ plasm (الحيمن أو البيضة) أو حمايتها وصيانتها.

عن المهندس. محمد محمد كذلك

المهندس محمد محمد كذلك .... باحث وكاتب في مجال العلوم البحتة والتطبيقية ... عضو منظمة كتاب بلا حدود ..عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب .... متخصص في تأليف الكتب والمراجع العلمية ..... ألف أكثر من 70 كتابا حتي الآن منشورة عبر العالم العربي.

شاهد أيضاً

حلم الفاروا Varroa mites

حلم الفاروا Varroa mites   اكتشفت هذا المرض لأول مرة في الهند  على نحل العسل …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: