* العسل غذاء جاهز:
يتخيل بعض الناس أنهم بمجرد تناولهم لطعام ما سيستفيدون منه، ولذلك عندما يجوع أحدهم ويسرع إلى تناول شيء يتوقع أن يستجيب جسمه ويستفيد بنفس السرعة، وهذه الفكرة غير صحيحة، فكما أن حصاد محصول القمح لا يعني أن الوقت قد حان ليصبح الخبز جاهزاً لوجبة الإفطار، كذلك لا يعني مجرد تناول الخبز أن العمل قد انتهي وأصبح الغذاء جاهزاً لتمتصه خلايا الجسم وتتخذ قوتاً لها.
فالأطعمة بصورة عامة تظل فى المعدة غير قصيرة لُتمزج معه عصارات المعدة بواسطة حركاتها المختلفة ثم تتحول إلى مزيج رخو القوام، ثم تمر إلي الأمعاء الدقيقة حيث تضاف إليها عصارات أخري وتبقي بعض الوقت قبل أن يتيسر امتصاصها فى الأمعاء الدقيقة.
وبعض الأطعمة كالسليلوز تحتاج إلى مسيرة أطول حتى تصل إلى الأمعاء الغليظة ليصبح قسم منها فقط صالحاً للامتصاص.
فترتيبات تهيئة الطعام وإفراز العصارات عمل صعب، وقد يتناول إنسان كمية كبيرة من الطعام، ولكنه لشدة ضعفه لا يستطيع أن يهيئ هذا الطعام للامتصاص وقد يتضور جوعاً مع أن أمعاءه ممتلئة بالطعام.
أما بالنسبة للسع فإن أمر يختلف كثيراً، إن السكر العادي عليه أن يمر بتحول كيماوي فى الأمعاء الدقيقة قبل أن يصبح جاهزاً للامتصاص ولكن العسل يختف عن ذلك تماما لأنه يحتوي على سكر الفواكه (الفركتوز) وسكر العنب (الجلوكوز) وكلاهما جاهز للامتصاص والاستعمال فى تغذية خلايا الجسم بمجرد ابتلاعه.