العسل وأمراض الجهاز الهضمي
لم يعرف الإنسان حتى الآن غذاء أشهي وأنفع وأخف من عسل النحل فهو لا يكلف الجهاز الهضمي أدني مجهود للهضم حيث سبق أن جهزته النحلة كما ألهمها الله سبحانه وتعالي ، وحولت السكريات المعقدة إلى سكريات أحادية يصل تأثيرها إلى خلايا جسم الإنسان خلال دقائق معدودة بعد تناولها وما زادت حالات اضطرابات وعسر الهضم إلا بعد أن كثر استخدام السكر الصناعي بدلاً من العسل وبالإضافة إلى ذلك فإن فى العسل فوائد كثيرة لكل عضو من أعضاء الجهاز الهضمي كما يتضح من الآتي:
* أثر العسل على المعدة والأمعاء:
العسل غذاء كامن القلوية لما يحتويه من عناصر معدنية فثبت أنه يلغي الحموضة الزائدة فى المعدة والتي تؤدي غالباً إلى الإصابة بقرحة المعدة أو الإثني عشر.
وفى كتابة (العلاج بعسل النحل) يؤكد (د. يويرش) ذلك فيقول: وعلى أساس المراقبة لإكلينيكية استقر رأي كثير من المؤلفين على أن الغذاء المكون من العسل فقط أو ممزوجا مع الأطعمة الأساسية يقلل من الحموضة لدي المرضي الذين يشكون من الحموضة العالية فى المعدة وعلى ذلك يمكن وصف العسل كعلاج للاضطرابات المختلفة فى المعدة والأمعاء والمصحوبة بزيادة فى الحموضة.
وقد رأي (د.ف. جريجوريف) حالة مريضة يشكو اضطراباً فى المعدة مع زيادة فى الحموضة وكان يصاب بنوبات من الألم الشديد لدرجة يفقد معها وعيه، وأثبت العسل أنه من الدواء الناجع الوحيد بالنسبة لهذا المريض. والمشاهدات الإكلينيكية للأستاذ (ن. مولر) والدكتورة (ز. أرخيبوفا) والأستاذ (س. منشكوف) والدكتور (س. فلدمان) أن العسل غذاء خاص له قيمته بالنسبة للأشخاص الذين يشكون من قرحة المعدة والاثني عشر والحرقة فى فم المعدة الناتجة عن سوء الهضم.
وفى حالة قرحة المعدة والاثني عشر يجب أن يؤخذ العسل قبل الأكل بساعة ونصف أو ساعتين أو بثلاث ساعات بعد الأكل، وأحسن الأوقات هو قبل الإفطار أو الغذاء بساعة ونصف أو ساعتين، أو بثلاث ساعات بعد العشاء وأحسن النتائج يمكن الحصول عليها إذا أخذ العسل فى كوب من الماء الدافئ.
كذلك يمكن وصف العسل للمرضي الذين يشكون من نقص الحموضة فى العصارة المعدية… فإذا أخذ العسل قبل الأكل بساعة ونصف أو ساعتين فإنه يعطل العصارة المعدية أما إذا أخذ قبل الأكل مباشرة فإنه ينشط الإفراز المعدي.
والعسل المذاب فى الماء الدافئ يسهل إسهاله المخاط المعدي، ويسبب سرعة الامتصاص بدون التهاب الأمعاء، كما يسبب نقص الحموضة أما محلول العسل فى الماء البارد فإنه ببطيء إفراغ المعدة ويلهب الأمعاء.
ويذكر أيضاً د. محمد الحلوجي فى ترجمته لكتاب (د.ن. يويرش) أن فريقاً من الأطباء الروس قام بمراجعة تأثير العسل على مرضي القرح المعدية وفي الاثني عشر فى قسم التغذية بمستشفي (أوسترموف) بموسكو حيث أعطي العسل 115 مريضاً بالفرحة المعدية، فدلت الملاحظات على أن العسل ينظم الحموضة وكمية فدلت الملاحظات على أن العسل ينظم الحموضة وكمية العصارة المعدية ويؤثر تأثيراً طبياً على الأعراض مثل: حرقان الجوف والتجشؤ والتي اختفت فى 111 حالة من 113 ومن بين 111 حالة منها 101 حالة تخلصت من الألم 8 حالات خف فيها الألم وحالتنا فقط ظلا بدون تغير.
وقبل بدء العلاج بالعسل كان 68 يتبرزون عادياً، 47 لديهم إمساك وبعد العلاج أصبح 107 يتبرزون عادياً، 8 لديهم إمساك.
وكان من نتيجة العلاج أن زاد وزن 11 مريضاً كيلو جراماً واحداً، 32 مريضاً زاد وزنهم 2-1 كيلوجرام، 21 مريضاً من 3-2 كيلو جرام/ 22 مريضاً من 4-3 كيلوجرام، 9 مرضي زاد وزنهم أكثر من أربعة كيلوجرامات، واثنان فقط لم يزد وزنهم.
وفى عيادة معهد (كورسك) الطبي عولجت حالات من مرضي قرح المعدة والاثني عشر، حيث وُضعت 46 حالة تحت العلاج منها 18حالة كانوا تحت العلاج فى الخارج، 28 حالة تحت العلاج فى الداخل وكانت نتيجة العلاج بالعسل واضحة ايجابية الأثر، فقد اختفت الآلام بسرعة عقب بدء العلاج وأصبح التبرز عاديا وتحسنت الشهية كما تحسن إفراز المعدة وقلت الحموضة، كما زاد وزن المرضي وزاد الهيموجلوبين من 15-6 نقطة، وكان متوسط زيادة عدد الكرات الحمراء 600.000 ، كما زاد عدد الكرات البيضاء بنسبة ملحوظة، وكانت زيادة وزن المرضي الداخلين فى المتوسط 2.8 كيلوجرام فى الشهر، وفى المرضي الخارجين 3.2 كيلو جرام، وفى حالة 28 مريضا نقصت الحموضة الكلية من 16-10 %، وقد أظهرت أشعة رونتجن وجود تجويف فى المعدة فى حالة 14 مريضاً داخلياً وبعد أربعة أسابيع من العلاج اختفت الحموضة فى عشر حالات واختفي التجويف فى 10 حالات بعد علاج استمر من 6-4 أسابيع.
كما عالج (د.ف. سيمبنوفا) 57 حالة من قرحة المعدة والاثني عشر وتحت إشراف (د.ي. لفينسون) فى مستشفي (بسمانيا) موسكو.. وتناول 29 مريضاً العسل فقط 28 مريضا تناولوا العسل مع عقاقير أخري… وكانت نتيجة العلاج اختفاء الألم من جميع الحالات وقلت الحموضة فى العصير المعدي، ووقف النزيف المعوي، وانتظم التبرز، واختفت التجاويف.
ولوحظ فى جميع هذه الحالات أن العسل قام بدور المقوي العام، فزاد وزن المرضي وتحسن دمهم، وعادت الحموضة فى العصير المعدي إلى المستوي العادي، وقلت حدة التهيج فى الجهاز العصبي، وأصبح المرضي أملك لزمامهم ,أكثر مرحاً.
هذا بالإضافة إلى أن العسل يساعد كثيراً على الهضم لاحتوائه على الحديد والمنجنيز وهما يساعدان على الهضم والتمثيل الغذائي.