تربية الملكات Queen rearing

تربية الملكات Queen rearing

نحن دائمًا في حاجة ماسة إلى ملكات شابة ملقحة في أوقات مختلفة خلال موسم النشاط، في الربيع، من أجل استبدال الملكات الضعيفة وأيضا الملكات التي تخرج في التطريد swarming، كما أننا نستبدل الملكات التي تفشل فجأة في العمل خلال موسم النشاط في الفترة من إبريل وحتى نهاية يوليو، وفي نهاية الموسم عندما يبلغ عمر الملكة 2-3 سنوات يجب تغيير الملكة بأخرى جديدة. وبمعنى آخر، هناك العديد من الأسباب وراء الاستفادة من طول حياة الملكة التي تختلف إلى حد بعيد وتتطلب إعدادًا خاصًا عند تغيير الملكة بأخرى جديدة في نوعيتها أو عند تربيتها.

وفي حالة نحل العسل هناك خلاف كبير حول مفهوم التربية breeding والنوعية أو الجودة quality، عنه في حالة باقي أنواع المملكة الحيوانية. فنوعية الملكة الجيدة التي تتمتع بصفات وراثية ممتازة، قد تختفي هذه الصفات وراء ظروف طبيعية سيئة، مثل فقر التغذية خلال فترة التطور اليرقي. إن تربية النحل عملية شاقة جدا، على

الرغم من أنها عملية شيقة جدًا تمكن النحالين من الحصول على عدد كبير من المستعمرات.

لكن تربية الملكات يجب أن تمارس من قبل كل النحالين، ذلك أن الملكات المستخدمة في المنحل يجب أن تنتج بفكر وتخطيط جيد. إننا نعلم أن البيض المخصب يمكن أن يتحول في نحل العسل إلى شغالات أو ملكات معتمدًا هذا على نوع المسكن والتغذية، ونعلم أيضًا أن الملكات الجيدة هي تلك التي تنتج في مستعمرات كبيرة قوية، حيث الكثير من النحل الصغير وحبوب اللقاح. وعندما تتغذى يرقات الملكات على قدر كبير من الغذاء الجيد، تنمو إلى حجم كبير، ويتكون لها عدد كبير من أنابيب البيض egg tubes في مبايضها ovaries. وعلى النقيض، في المستعمرات الصغيرة التي نسميها الأنوية nucleus، لن تكون قادرة على إنتاج سلالة جيدة من الملكات.

هذه الأنوية عادة ما تجاهد في التصاعد والبناء فيزيد عدد يرقات الشغالات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الغذاء لتتطور. وللحصول منها على عدد من البيوت الملكية، يتطلب الأمر تغذية الملكات الضعيفة، وهو أمر غير يسير في النوبة الضعيفة.

إن أفضل الملكات تنتج من يرقات شابة جدًا أو من البيض. ترينا الأبحاث أن اليرقة التي تعامل معاملة الملكات منذ بداية إنتاجها، تحمل عددًا كبيرًا من أنابيب البيض وحافظة منوية كبيرة spermathecal. وترينا الأبحاث أيضًا أن نقص العوامل السابقة يؤدي إلى تكوين يرقات أكبر سنًا لا تصلح لتربية الملكات.

وهكذا إذا كنا ننتج ملكات لاستعمالها في مناحلنا الخاصة بنا، يجب أن يتم إنتاجها في مستعمرات قوية قدر الإمكان وذلك لوجود عدد كبير من النحل الصغير الذي يعمل كمربيات nurses، ولتوافر كميات كبيرة من حبوب اللقاح؟

أخيرًا، يجب أن تكون يرقات الشغالات التي سينتج منها الملكات صغيرة السن ما أمكن وقت البدء في إنتاج الملكات منها. يمكن تقسيم عملية تربية الملكات إلى أربعة أقسام، هي:

  • المستعمرة التي سينتج منها الملكات والتي تسمى “مستعمرة بناء الخلية cell-building colony”، والتي يجب أن تتوافر فيها صفات، منها: أن تكون الملكة عالية الخصوبة، ويمكن التعرف على قدر خصوبة الملكة من خلال مقدار الحضنة المتوافر في المستعمرة، تماثل الشغالات في اللون والحجم الأمر الذي يشير إلى نقاء الملكة، وأيضًا تماثل الذكور الذي يشير إلى النقاء الوراثي للملكة الأم، هدوء الشغالات وثباتها على الأقراص وطول عمرها ونشاطها في جمع الرحيق الذي يستدل عليه من مقدار كمية العسل وحبوب اللقاح في المستعمرة، عدم ميل الشغالات للتطريد أو السرقة أو جمع كمية كبيرة من البروبوليس، قدرة النحل على التشتية وقلة استهلاكه للغذاء.
  • انتخاب المستعمرة التي تزودنا باليرقات والتي تسمى “مستعمرة التربية breeder colony” والتي تحوي الملكة المرباة.
  • عملية الحصول على اليرقات من الملكة المرباة إلى ال cell-building colony.
  • إزالة بيوت الملكات الناضجة من ال cell-building colony قبل فقس الملكات العذارى التي قد تعمد إلى قتلها، ووضع هذه البيوت في أنوية صغيرة حتى تتمكن الملكة من الطيران والتلقيح لتبدأ في وضع البيض.

إنتاج الملكات طبيعيًا       

          تقوم مستعمرة نحل العسل بإنتاج الملكات طبيعيًا عندما تفقد الملكة لأي سبب، عندها تقوم الشغالات ببناء بيوت ملكية فوق يرقات شغالة عمرها من 1-2 يوم لكي تنشأ ملكات جديدة. وقد تقوم الشغالات ببناء بيوت الملكات حول يرقات شغالات كبيرة السن مما يؤدي إلى ضعف الملكات الناتجة، وقد يتم بناء بيوت الملكات في وقت غير مناسب.

عند وجود ملكة مسنة بالمستعمرة تشعر الشغالات أنها كبرت في السن وأن ما تضعه من بيض قد نقص، فتتخذ قرارًا بعزلها وتبدأ في بناء بيوت ملكية جديدة، فتبنى بيوت ملكات قليلة من 1-5 بيوت، وفي هذه الحالة يمكن للنحال الاستفادة من هذه الملكات المرباة. خاصة إذا كانت صفات المستعمرة جيدة ومرغوب فيها، كما أن إزالة هذه البيوت الملكية بعد نضجها يساعد في بناء بيوت ملكية جديدة.

وأخيرًا تقوم المستعمرة ببناء بيوت ملكية عندما يحين وقت التطريد، حيث تقوم الشغالات ببناء بيوت ملكية عديدة لتضمن بقاء المستعمرة.

كيف نستفيد من البيوت الملكية المرباة طبيعيًا؟

يمكننا الاسفادة من البيوت الملكية عن طريق قطع هذه البيوت بعد تمام نضجها، حيث تنتخب أجود البيوت وتعدم الأخرى، يترك القرص الموجود به بيوت الملكات داخل المستعمرة أو الخلية التي نشأ بها، ويوضع فوق بيوت الملكات المنتخبة أقفاص ملكات نصف كرة، وعند خروج الملكات العذارى تصبح في مأمن من الملكة الأصلية وباقي الملكات. بعد ذلك ينقل القرص الموجود عليه بيوت الملكات المنتخبة بعد تنظيف النحل العالق بها في خليته إلى المستعمرة التي تحتاج هذه الملكة بعد إزالة الملكة القديمة إن وجدت، ويترك القرص المحتوى على بيوت الملكات مع المستعمرة حيث ينتخب النخل منها الملكة الصالحة ويتخلص من الملكات الأخرى.

الطريقة الأخرى هي قطع بيوت الملكات بعد تمام نضجها وفصلها عن القرص الشمعي بحذر حتى لا تصاب الملكة بضرر. ويفضل قطع البيت الملكي بعد نضجه وقبل خروج الملكة بفترة قصيرة. ثم يؤخذ البيت الملكي ويدخل إلى الخلية التي تحتاج إلى ملكة جديدة ويلصق بالقرص الشمعي، وقد تعمل فتحة خاصة مناسبة في القرص الشمعي ويوضع داخله البيت الملكي، أو يثبت بواسطة دبوس على القرص الشمعي، أو بأي طريقة مناسبة شريطة عدم الإضرار بالبيت الملكي وأن يكون اتجاهه كما كان أصلاً في الخلية.

في حالة ظهور بعض بيوت الملكات في المستعمرات غير المرغوب تربية ملكات منها. يمكن استغلال هذه البيوت في إيجاد ملكات جيدة من خلال ملاحظة تكوين هذه البيوت التي نجد فيها غالبًا يرقات عمرها 1-2 يوم، تزال هذه اليرقات وننقل لها يرقات شغالات من نفس السن من مستعمرات ذات صفات مرغوب تربية ملكات منها.

الشروط الواجب توافرها لإنتاج ملكات ممتازة

  • تربية الملكات من يرقات حديثة السن لا يتعدى عمرها 24-36 ساعة على الأكثر، حتى تكون تغذيتها من البداية على وفرة من الغذاء الملكي.
  • يجب أن تكون مستعمرة التربية مزدحمة بالشغالات حديثة السن القادرة على إفراز الغذاء الملكي بوفرة، وعلى العناية باليرقات.
  • تراعى العناية التامة أثناء نقل اليرقات من المستعمرة الأم إلى مستعمرة التربية حتى لا تصاب بأذى.
  • توفير التغذية المستمرة لمستعمرة التربية. لتشجيع النحل على تغذية اليرقات بوفرة على الغذاء الملكي، ولبناء البيوت الملكية.

ميعاد تربية الملكات

        يمكن تربية الملكات ما دامت الظروف الجوية مناسبة والذكور متوافرة للتلقيح، وتتم تربية الملكات في عدد محدود من الطوائف تبعًا للعدد المطلوب، مع العلم أن المستعمرات التي تربي فيها الملكات يقل إنتاجها من العسل.

إعداد طوائف التربية عديمة الملكات

        يجب إعداد المستعمرة التي ستقوم بعملية التربية قبل إجراء التربية بوقت كاف، ويكون ذلك بإمدادها بأقراص حضنة على وشك الفقس على فترات متقاربة، حتى

 

 

تضمن وجود أعداد كبيرة من الشغالات حديثة السن. عندما تصل المستعمرة إلى درجة الازدحام الكافي (وجود كمية من النحل تكفي لشغل غرفتين) يتم عزل الملكة في صندوق سفر مع قرص أو اثنين من الحضنة وقرص من العسل وحبوب اللقاح، ترفع جميع أقراص الحضنة المفتوحة (يرقات) فيما عدا قرص واحد، وتستبدل بأقراص حضنة على وشك الفقس.

ينظم وضع الأقراص بحيث يكون قرص الحضنة المفتوحة على أحد جوانب إطار الكؤوس، وعلى الجانب الآخر منه قرص حبوب اللقاح. ويهز جميع النحل ويضغط في غرفة واحدة. ويجب الاستمرار في تغذية هذه الطائفة خلال فترة التربية. يوضع الإطار الحامل للكؤوس بعد 24 ساعة من إعداد الطائفة بهذه الصورة.

وفي حالة احتواء المستعمرة على كمية كبيرة جدًا من النحل يمكن استعمال غرفتين تحتوي السفلى على الحضنة المقفلة، أما الغرفة العلوية فيوضع بها إطار التربية وبجواره قرص الحضنة المفتوحة وحبوب اللقاح. وفي حالة الاحتياج إلى عدد قليل نسبيًا من البيوت الملكية ليفي احتياجات المنحل يمكن استعمال مستعمرة متوسطة القوة تشغل غرفة واحدة، وهي تكفي في هذه الحالة لتربية مجوعتين من البيوت الملكية بحيث تضاف المجموعة الثانية بعد إتمام قفل بيوت المجموعة الأولى.

يجب على المربي وضع حاجز الملكات على مدخل طائفة التربية لمنع دخول أي عذراء ضالة وإتلاف البيوت، وقد يفضل البعض وضع حاجز ملكات بأكمله أسفل غرفة التربية لنفس الغرض.

طرق تربية الملكات

إن ترك النحل لظروف الطبيعة بغرض إنتاج الملكات لا يعتمد عليه في الوقت الحالي، خاصة في ظل وجود مناحل تجارية متخصصة، ذلك أن ترك النحل لإنتاج ملكات بصورة طبيعية ومن خلال ظروف لا يتحكم فيها المربي ويتحكم فيها سكان المستعمرة، يؤدي إلى تكوين بيوت ملكية بأعداد، وجودة، وميعاد ظهور غير مرغوب فيها، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تجانس الطوائف في صفاتها وقوتها وسلوكها.

إن التحكم في تربية الملكات يؤدي إلى تنظيم وتحسين الطوائف والحصول على ملكات في الوقت المرغوب فيه وبالأعداد المطلوبة. لكن الحال أن المناحل الصغيرة يفضل ملاكها إنتاج الملكات بشكل طبيعي، ولهذا سوف استعرض طرق التربية الطبيعية والصناعية لتختار منها ما يناسبك.

 

 

التربية الطبيعية للملكات

في هذه الطريقة تنتخب أفضل المستعمرات cell-building colony التي في المنحل، وتغذى جيدًا وتختار منها قرص بيض ويرقات حديثة الفقس. تنتخب مستعمرة التربية breeder colony التي يشترط فيها احتواؤها على نحل كثير وكميات وفيرة من العسل وحبوب اللقاح، وترف منها أقراص الحضنة المفتوحة بما عليها من نحل وملكة وتوضع في صندوق سفر، ويضاف قرص البيض واليرقات الحديثة من المستعمرة الأم إلى مستعمرة التربية لكي يبنى عليها النحل بيوتًا ملكية.

يلاحظ أن البيوت الملكية التي تنشأ على بيض في عين سداسية ضيقة أفضل من تلك البيوت التي تنشأ على يرقات في عيون سداسية مماثلة، لكن البيوت التي تبنى بهذه الطريقة تكون قليلة العدد، متزاحمة، صغيرة الحجم، لأنها غالبًا ما تبنى في وسط القرص وليس في أطرافه كما هي العادة.

الطريقة المحسنة لتربية الملكات طبيعيًا

تعتمد هذه الطريقة على توفير فراغات حول العيون السداسية الضيقة التي بها بيض أو يرقات حديثة لإيجاد مجال أكثر للشغالات لبناء عدد أكبر من بيوت الملكات وتجري بعض هذه الطرق كالآتي:

  • يعد إطار خشبي ويثبت عليه 3-4 شرائح مثلثة في قمة الإطار من شمع الأساس، ويوضع في المستعمرة الأم المرغوب في التربية منها وذلك بين قرصي حضنة، وتغذى هذه المستعمرة لبناء الأساس الشمعي وتشجيع ملكة المستعمرة على وضع البيض في هذه الشرائح. وبعد وضع البيض فيه يرفع الإطار ويزال ما عليه من نحل ويوضع في مستعمرة التربية، فيقوم النحل ببناء البيوت الملكية على حواف هذه الشرائح.

تقطع شرائح من قرص به بيض ويرقات حديثة من الطائفة الأم وذلك بواسطة سكينة حادة، ويمكن بواسطة موس حاد إزالة ثلث ارتفاع العيون السداسية لإفساح المجال للنحل لتحويل هذه العيون السداسية الموجودة على حواف الإطار إلى بيوت ملكية ثم تثبيت كل شريحة في قمة إطار فارغ مستخدمين الشمع المنصهر، ثم تعدم بيضتان أو يرقتان وتترك الثالثة، وهكذا..

يمكن وضع سدابة من خشب في منتصف الإطار بالطول لتثبيت شريحة أخرى على نفس الإطار.

عن المهندس. محمد محمد كذلك

المهندس محمد محمد كذلك .... باحث وكاتب في مجال العلوم البحتة والتطبيقية ... عضو منظمة كتاب بلا حدود ..عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب .... متخصص في تأليف الكتب والمراجع العلمية ..... ألف أكثر من 70 كتابا حتي الآن منشورة عبر العالم العربي.

شاهد أيضاً

حلم الفاروا Varroa mites

حلم الفاروا Varroa mites   اكتشفت هذا المرض لأول مرة في الهند  على نحل العسل …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: