العسل Honey

العسل Honey

يعد عسل النحل سائلاً لزج القوام، حلو المذاق، ينتجه النحل من رحيق النباتات. إنه سائل ذهبي اللون، يحتوي على الكثير من المواد العلاجية أطلق عليه في الماضي اسم إكسير الحياة، و يعد العسل غذاء كاملًا لاحتوائه على كميات كبيرة من الفيتامينات، خاصة مجموعة الفيتامينات B والفيتامين C وتختلف النسب في العسل باختلاف مصدر الرحيق.

كما أن العسل غني أيضاً بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والماغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والسيليكون… إلخ. وتحتوي الأنواع القاتمة اللون من العسل

مثل عسل الحنطة السوداء(black wheat) على نسبة عالية من هذه الأملاح.

في الجوهر يعتمد تصنيف العسل على:

1- العسل المصنوع من جنس واحد من الأزهار أو من أجناس متعددة.

2- البيئة الجغرافية :(عسل الغابات ، عسل الجبال، عسل السهول).

3-  نوع النباتات التي امتص النحل رحيقها.

(1)  العسل المصنوع من جنس واحد من الأزهار

يتراوح لون العسل من الأبيض المائي تقرياً إلى العنبري الداكن.، ويختلف اللون باختلاف الأزهار التي امتص النحل رحيقها. فعسل الخلنج لونه برتقالي داكن مثلاً، يميل إلى البني أو إلى الأحمر، والعسل الكثيف (غير السائل) يكون أبيض أو مائلاً إلى البيج في حين أن العسل السائل يتدرج لونه من الأصفر الباهت إلى البني الداكن.

العسل نوعان، أحدهما منتج من جنس واحد من الأزهار، والآخر من أجناس متعددة. وللحصول على الصنف الأول يمتص النحل بشكل عام رحيق نوعٍ واحدٍ من الزهور، وطبعًا لا يمكن منع نحلة من الابتعاد لامتصاص رحيق زهرة مختلفة، لكن النحالين يضعون الخلايا في مواقع “استراتيجية” بحيث يكون النحل في المكان الذي ستزهر فيه النبتة المطلوبة… وبالتالي إذا امتد أمام النحل حقل من دوار الشمس، فلن يخطر له أن يبتعد ليمتص الرحيق على بعد كيلومترات، بل سيكون سعيداً باستخلاص رحيق أزهار قرية منه.

ولكي يتأكد مربى النحل من أن نحله لم يمتص الرحيق سوى من جنس واحد من الأزهار، يقوم بجمع محصوله حالما ينتهي موسم الأزهار. فيكون متأكداً من أن عسله خلاصة رحيق زهرة واحدة. أما إذا تأخر في جمع العسل، فإن النحل سيبتعد ليمتص رحيق أزهار أخرى وبالتالي يصبح العسل مستخلصًا من عدة أنواع من الأزهار. وهناك طريقة أخرى لإنتاج العسل ذي المصدر الزهري الواحد وذلك بتغذية النحل على محلول سكري مضافاً إليه نكهة الزهرة المراد جمع الرحيق منها، وفي موسم أزهار هذه النبتة يُحجب النحل عن التغذية الصناعية ثم يٌطلق في الحقل ويقوم النحل بامتصاص رحيق هذه الزهرة التي تعود على طعمها ونكهتها من المحلول السكري. وقد ينتج عسل الزهرة الواحدة في البيوت المحمية.

(2) العسل المصنوع من أجناس متعددة من الأزهار

هو عسل أنتجه نحل امتص رحيق أنواع مختلفة من الأزهار. وهو إذاً نتيجة وصفات أعدها النحل بنفسه. وللتمييز بين هذا النوع من العسل وبين العسل الخليط ذي النوعية الأدنى، اعتاد النحالون تحديد المنطقة أو الموسم الذي امتص فيه النحل رحيق هذا العسل: عسل الجبال، عسل الغابات، عسل السهـول…

فيندرج عسل الأزهار المتعددة ضمن الأصناف الثلاثة التالية استناداً إلى طبيعة الأزهار التي تمتص رحيقها وإلى ارتفاع المنطقة الموجودة فيها.

1- عسل الغابات

لصنع هذا العسل، يمتص النحل -وبخاصة عسل الندوة العسلية honey dew, honey- (أو حشرة المن) الرحيق من إفرازات الأشجار ومن زهرها لاسيما شجر السنديان والكستناء، ومن نبات الخلنج والعليق والأزهار التي تنبت حولها، أما لون هذا النوع من العسل فداكن كثيف جداً.

 2- العسل البري

وهو أجود أنواع العسل لبعده عن المدن وملوثاتها، وبعده عن المزارع والتي تُرش بمبيدات الآفات أحياناً. إضافة إلى أن هذه النوعية من العسل أُنتجت من أزهار برية لها خصائص طبية جيدة.

3-  عسل الجبال

هو عسل مستخلص من رحيق نباتات تنمو في المناطق المرتفعة بعيداً عن التلوث. ويجمعه النحالون عادة في منتصف الصيف أو في أواخره. أما طعمه فمزيج طعم عسل حشرات عسلية أخرى كالذي يجده النحل على شجر التوت ورحيق النباتات الشائكة أو الزعرور أو النفل أو الزعتر. وغالباً ما يكون لون هذا العسل داكناً.

4-  عسل السهول

يجمع النحالون هذا العسل من المناطق المنخفضة في نهاية فصل الربيع قبل أي نوع آخر. ويتميز بلونه الفاع وتركيبته الكثيفة بعض الشيء وطعمه السلس. يجمع هذا النوع من العسل بين العديد من النكهات الربيعية، فيمتزج فيه رحيق الكونولا ودوار الشمس برحيق الأزهار المثمرة والبرسيم وحشيشة القديس والنفل… وفي سهول تهامة – عسير يُجمع من أشجار الطلح أو الشوكة أو السلم أو السدر، ويتميز بلون داكن وذلك راجع إلى صبغات النباتات داكنة اللون.

تختلف خصائص العسل المستخلص من جنس واحد من الأزهار باختلاف مصدر الرحيق الذي صنع منه. فإلى جانب الميزات المشتركة بين مختلف أنواع العسل، يكتسب كل نوع منافع شبيهة بتلك التي تتمتع بها النباتات التي جنى النحل رحيقها. لذا من الحكمة أن نحلي الشراب الساخن بعسل الأوكاليبتوس بدلًا من عسل الكولزا، عندما نعانى من الزكام أو من التهاب الشعب الرئوية، وأن نحليه بعسل زهر المشمش مثلا لعلاج الإمساك.

ومن أنواع العسل ما مصدره الأشجار المثمرة مثل السدر والبرتقال والتفاح والخوخ والدراق والزعرور والكرز والكستناء واللوز والمشمش ومنها ما مصدره الأشجار الخشبية مثل البلوط والزيزفون والشوح والصفصاف وزهر العنقود والكينا والسنديان.

ويوجد أنواع مصدرها نباتات الزينة والنباتات العطرية مثل الترنجان والريحان والخزامى (لافندر) والضرم والشرم والخلنج ورعى الحمام والزعتر البري والزعتر العادي والروفا والشمشير والعليق واللبلاب والبردقوش والمريمية والحصالبان وإكليل الجبل والنعناع والورد الجوري

بعض الأنواع يكون مصدرها الجزر الأبيض والحندوق والحنطة السوداء والخردل والشمرة والفصة ودوار الشمس.
كما يمتص النحل رحيق الأعشاب البرية مثل زهر الأفاعي (زريفا) والهندباء البرية (طرخشقون) وعصا الذهب والزعتر البري والبرسيم والهرقلية. توجد في المملكة العربية السعودية أصناف برية من العسل مثل عسل الشفلح والضرم والشرم والطباق ومجرى. وقد تكون برية من أشجار لا من أعشاب مثل عسل السدر والطلح والشوكة والسمرة.

 

 

عن د. إبراهيم العريفي

دكتوراه في علوم الأغذيه والتغذيه - خبير العلاج بالعسل ومنتجات النحل والطب البديل. مشرف على ميزان الصحه للتغذيه العلاجيه و مختبر جودة العسل في الرياض - المملكة العربية السعودية

شاهد أيضاً

النحل والعسل في القرآن الكريم

النحل والعسل في القرآن الكريم تفسير النص القرآني (وأوحى) المراد بالوحي هنا الإلهام والهداية والإرشاد …

اترك رد

error: يمنع نسخ المحتوى .. يمكنك مشاركة الرابط فقط
%d مدونون معجبون بهذه: