عسل المدن
بعض أنواع من النحل المهاجرييني خلايا له في المدن إما في أعلى الأشجار أو الشبابيك الخاصة بالمنازل ويجمع الرحيق ويتغذى عليه. وهذا النحل مهاجر لا يستقر ويصعب استئناسه وتحويله إلى خلية (مما يعرشون)، أو ما يعرف بالخلايا الخشبية سواء البلدية أو الحديثة وذلك لصعوبة تأقلمه. كما أن إنتاجه من العسل لا ننصح بتناوله لاحتوائه على ملوثات بيئية من الشوارع؛ فالكل منا يعلم أن النحل يجمع الرحيق من دائرة قطرها 5 كم، فقد يزور الأشجار في الشوارع والتي تعد أزهارها ملوثة بالعناصر الثقيلة من عوادم السيارات ورش المبيدات الحشرية. كما أنه قد يتغذى على بقايا المشروبات الغازية في النفايات حيث يجذبه الطعم والرائحة التي تشبه بعض الأزهار.
فإجمالاً يعتبر عسل نفايات أو ملوثات، وتؤكد ذلك التحليل المخبرية للعناصر الثقيلة والمبيدات لعينات من هذه الأنواع ولا أنصح بتناوله.
وقد يكون النحل في حديقة المنزل أو على الشبابيك مؤذٍ للسكان وخاصة الأطفال ومخيفاً لهم، فالتخلص منه يكون بطريقة التدخين حتى يضعف ومن ثم إزالة قرص الشمع ليهاجر. ولا يفضل القتل بواسطة المبيدات رغم أن المؤذي يقتل ولكن النحل يعد من الحشرات النافعة لتلقيح الأزهار.
ففي بعض الدراسات عن المكونات لمناطق شاسعة أو غابات ينشر فيها خلايا النحل كل أمتار مربعة معينة خلية نحل وبعد فترة من الزمن يجمع العسل ومنتجات النحل من غذاء ملكات وبروبلس (صمغ) وشمع نحل ويرقات وتحلل مخبرياً للكشف عن الملوثات، سواء من عناصر ثقيلة (الرصاص، الزئبق ، الكادميوم، الزرنيخ) أو مبيدات أو مركبات هيدروكربونية حلقية أو غيرها. وتعد مؤشراً للتلوث من المصانع المحيطة وعوادم السيارات والأمطار الحمضية.